فيتامين «د»
فيتامين «د»
ضياء الحاج حسين
ضياء الحاج حسين
-A +A
ضياء الحاج حسين *
أكثر الشكاوى التي ترد العيادات الطبية المعاناة من نقص فيتامين «د». وعلى الرغم أن المرضى يكتشفون مشكلتهم تلك بالصدفة، إلا أن دراسة سعودية نشرتها المجلة العالمية للنسيج المتكلس وشملت 321 سعودية بين عمري 24 و46 سنة بينت أن نسبة نقص كثافة العظام تراوح بين 18-41% بينما هشاشة العظام من 0-7% بناء على مكان الفحص، كما لوحظ نقص فيتامين «د» عند 52% من السعوديات. ويعود ذلك لعوامل عديدة منها قلة استهلاك الحليب والألبان ومشتقاتها، وقلة التعرض للشمس.

وكلمحة طبية فإن فيتامين «د» أحد أهم الفيتامينات التي يحتاجها الجسم، فـدوره حيوي في المساعدة على تكوين وكثافة العظام، ويسبب نقصه حدوث لين في العظام عند البالغين والكساح وتقوس الساقين عند الأطفال، إضافة لآلام مزمنة في العظام والعضلات، نتيجة نقص هذا الفيتامين المهم الذي يحافظ على توازن المعادن في الجسم، وبالتالى المحافظة على مستويات الكالسيوم والفوسفور، إذ يعزز فيتامين «د» امتصاص الكالسيوم والفوسفات من الأمعاء الدقيقة، وكذلك إعادة امتصاص الكالسيوم في الكلية، ويتحكم بدخول وخروج المعادن في العظام.


إضافة إلى ذلك، فإن أبحاثا جديدة تشير إلى أن لفيتامين «د» دورا مهما في تنظيم عمليات نمو الخلايا، بما في ذلك قمع نمو الخلايا السرطانية، وزيادة نشاط الجهاز المناعي.

وربما يتساءل البعض: ماذا أفعل للحصول على هذا الفيتامين بطريقة طبيعية إذا كان الشخص سليما؟ والإجابة هي أن أشعة الشمس هي مصدر رئيسي له، لذا يفضل التعرض اليومي لها، ويفضل ترك اليدين والأرجل مكشوفة مرتين في الأسبوع بعد الشروق بساعتين، وقبل الظهيرة، وكذلك العصر قبل الغروب بساعتين. وغذائيا فإن مصدره الأسماك الدهنية مثل الساردين والتونة، الزبدة، صفار البيض، الكبد، والحليب المضاف، وأيضا المكملات الغذائية التي تحتوي علي فيتامين «د»، والابتعاد عن المشروبات الغازية والوجبات السريعة، والإقلال من الشاي والقهوة. وأخيرا خير نصيحة هي عدم تجاهل التشخيص عند الطبيب لكشف مستوى هذا الفيتامين لأهميته في أمور عديدة، والعلاج وفقا لتشخيص الطبيب وغالبا يكون بإعطاء الفيتامين عن طريق الحقن، أو عن طريق الفم بشكل يومي أو أسبوعي اعتماداً على حدة النقص.

* استشاري وزميل عالمي بالكلية الأمريكية للروماتيزم