في الحقيقة كنت متفاجئا كثيرا كأغلب أولئك الذين يقبعون أمام شاشة التلفاز لانتظار نتيجة تصويت الانتخابات الأمريكية، ولاسيما في ظل الفارق الكبير بتقدم المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون على المرشح الجمهوري ترامب، والذي هو الأخير استطاع أن يحسم الانتخابات ليكون هو الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية. حينما نتأمل مسيرة ترامب في حملته الانتخابية نجده متعجرفا حذقا في أغلب مناظراته المليونية، إذ لا يكترث كثيرا في أن يقدم نفسه سياسيا محنكا رغم أنه معروف بالأوساط الأمريكية كرجل أعمال وليس هناك صلة تجمعه بالسياسة ما عدا في السنوات الأخيرة حينما وضع عينه على الرئاسة الأمريكية. كان يظهر متعجرفا في خطاباته حينما اعتمد على الأقليات البيض منددا بالتخلص من المهاجرين والمسلمين غير مكترث للآخر أيا يكن، ملونا، أو يعتنق دينا غير المسيحية طالما يجد المصلحة العامة تخدم المصلحة الأمريكية في وجهة نظره، والتي سببت له تراجعا كبيرا في حملته، والتي تنبه لها لاحقا ليعود عن بعض أفكاره المتهورة، والتي بدأت مخالفة للنظام المؤسسي الأمريكي الذي يكفل الحريات الشخصية لشعبه. ما أدهشني حقا في حملة ترامب أنه جمهوري ولكنه يعتنق أفكار الإصلاح من الداخل كما لو كان ديموقراطيا، مما جعله يحصل على ثقة الناخب الأمريكي، وهذا ما عزز حصده لنحو 290 صوتا في الانتخابات الأمريكية. حينما أقول أهلا ترامب، فإنني غير مهتم بما يحصل في الشارع الأمريكي، بل تهمني السياسات الخارجية وما يخص منطقة الشرق الأوسط، كالقضية الفلسطينية، ومحاربة داعش، والحد من النفوذ الايراني، فالكره الحاقن لترامب بالشارع الأمريكي لا يعني لنا شيئا ولاسيما أن أغلب من يكنّ الكره لترامب هم من تعودوا على مشاهدة ترامب كشخص ثري والذي يخرج كثيرا بالبرامج التلفزيونية غير مستسيغين أن يكون رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية ويكون مسؤولا عن القوات الأمريكية وأمريكا نفسها ويكون في صفاف ابراهام ليونكن وروزفلت.
أقول أهلا ترامب لأن خطابات أوباما القوية بلاغيا لم تتوج بالأفعال على أرض الواقع بل ظهرت تخبطاته ولاسيما إبرامه عقد الاتفاق النووي مع إيران وضياع العراق وسورية، إذن هيلاري كلينتون هي نسخة كربونية لسياسات أوباما والتي لم يعد مجديا التعويل عليها كثيرا في المنطقة، فلم لا نرى سياسة «ترامبية» جديدة أقول أهلا ترامب لأنه إنسان، فمن الجميل تسمية الأشياء بمسمياتها ونرى السياسة الأمريكية واضحة كما هي ليس كما هي عليه عندما تدار من لوبيات وأصحاب نفوذ مؤثرين بالسلطة الأمريكية ومتخذي القرار. ويبقى دورنا الإعلامي والسياسي في التكيف مع ما يطرأ من السياسات الخارجية وخلق القوة الذاتية للاعتماد على النفس والابتعاد عن منظومة التابع والمتبوع ونظريات الصراع حتى وإن بادرنا بالترحيب وقلنا أهلا ترامب!
أقول أهلا ترامب لأن خطابات أوباما القوية بلاغيا لم تتوج بالأفعال على أرض الواقع بل ظهرت تخبطاته ولاسيما إبرامه عقد الاتفاق النووي مع إيران وضياع العراق وسورية، إذن هيلاري كلينتون هي نسخة كربونية لسياسات أوباما والتي لم يعد مجديا التعويل عليها كثيرا في المنطقة، فلم لا نرى سياسة «ترامبية» جديدة أقول أهلا ترامب لأنه إنسان، فمن الجميل تسمية الأشياء بمسمياتها ونرى السياسة الأمريكية واضحة كما هي ليس كما هي عليه عندما تدار من لوبيات وأصحاب نفوذ مؤثرين بالسلطة الأمريكية ومتخذي القرار. ويبقى دورنا الإعلامي والسياسي في التكيف مع ما يطرأ من السياسات الخارجية وخلق القوة الذاتية للاعتماد على النفس والابتعاد عن منظومة التابع والمتبوع ونظريات الصراع حتى وإن بادرنا بالترحيب وقلنا أهلا ترامب!