بندر السالم
بندر السالم
-A +A
بندر السالم
لايزال مجتمعنا المميز يضرب أروع الأمثلة في فن الإتصال والانفصال، فبعد أن كان الشعب رياضيا (رغم ارتفاع معدلات السمنة ومرض السكري!)، يناقش نتائج لجنة توثيق البطولات المحلية، وينتقدها فهذا يصنف بعض البطولات على أنها تنشيطية، والآخر يطالب بإضافة بطولات الملاعب الترابية، إذا به فجأة وبدون مقدمات يخوض غمار السياسة ودهاليزها وينشغل مع العالم بسباق الرئاسة الأمريكي بين الجمهوريين والديموقراطيين.

ولأننا مميزون فلابد أن نكون مختلفين عن العالم بتناقضاتنا، فبعضنا يتمنون فوز المرشح الجمهوري المحافظ ضد المرشح الديموقراطي، بينما الآخرون يدعون من أجل فوز الديمقراطيين.


والأعجب من ذلك أن من ينادى بحرية المرأة وقيادتها للسيارة عندنا يرفض توليتها للرئاسة هناك!، بينما من يطالب بالحجر عليها هنا يتمنى فوزها بالرئاسة هناك!!.

ولا يقف مسلسل العجائب عند هذا الحد، بل تجد البعض يحلّل السياسة الأمريكية ويرسم مستقبلها، بينما لو سألته عن نظام الحكم فيها لما أجابك!.

بل لو سألته عن أسباب خسارة كلينتون قد يجيبك أن من لم تستطع المحافظة على بيتها لا تستطيع أن تقود دولة، بينما تجد الآخر يجيبك بأن هذا الزمن هو زمن اليمين المتطرف في العالم.

وعلى الرغم من ذلك لا يزال البعض يشتري راحته بعيداً السياسة ودهاليزها، لأنه يعلم أن السياسة الأمريكية لا يحكمها شخص الرئيس وإنما تدار بواسطة الدستور والسلطات التشريعية والتنفيذية ممثلة بمجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس وأن صلاحيات الرئيس شبه محدودة لذلك ليس هناك فرق كبير بين أن يتولى الرئاسة جمهوري أو ديموقراطي.