طرق القرية متهالكة وبحاجة إلى سفلتة. (عكاظ)
طرق القرية متهالكة وبحاجة إلى سفلتة. (عكاظ)






الأهالي يعتمدون على صنبور صغير في السقيا.
الأهالي يعتمدون على صنبور صغير في السقيا.
-A +A
سلمان السلمي (مكة المكرمة)
ضرب الجفاف والعطش قرية بئر الغنم (شمالي العاصمة المقدسة)، بعد أن طمر التطور والبناء، المنهل الذي يرتوون منه، وبات السكان يأسفون على البئر التي روتهم منذ القدم.

ويستغرب الأهالي من اختراق أنابيب عين العزيزية قريتهم، لتزود المناطق البعيدة بالماء، فيما العطش أنهكهم، مشبهين الوضع بعين عذاري البحرينية التي تروي البعيد وتترك القريب.


ويتذكرون بكثير من الحسرة والألم عذوبة الماء الغزير الذي كانوا يرتشفونه من البئر، وأصبحوا الآن يقفون طوابير أمام صنبور صغير لا يفي بالغرض.

وتفتقد الضاحية الشمالية لكثير من الخدمات الأساسية أبرزها ازدواجية الطريق الذي يشقها، بعد أن أصبح ساحة للحوادث القاتلة، والاختناقات المرورية.

وأوضح حميد اللحياني أن بئر الغنم اشتهرت وأصبحت مقصدا للكثيرين، لأنها الضاحية الشمالية للعاصمة المقدسة، وتقع على الطريق المتفرع من الهجرة وصولا إلى ميقات الجعرانة، مشيرا إلى أن عدد سكان القرية كان قليلا، ويشربون ويسقون أغنامهم وإبلهم من البئر التي أطلقوا عليها «بئر الغنم».

وأفاد أن البئر هي المورد الوحيد لسكان القرية الذي يرتوون منه وتتميز بمائها الحلو العذب، إلا أنها جفت وطمرها التطوير والبناء الذي شمل هذه القرية وأصبحت الآن مقصدا للسكان من داخل مكة المكرمة، بعد وصول خدمة الكهرباء والسفلتة إليها.

وحذر سلطان اللحياني من الحوادث المرورية التي تقع بكثافة على الطريق الذي يشق القرية ويربط طريق الهجرة بالطائف - السيل وميقات الجعرانة، ملمحا إلى أنه مزدحم بالمركبات ويحتاج إلى التوسعة ليصبح مزدوجا، ويسهل حركة العابرين فيه.

وشدد اللحياني على أهمية إنارة الطريق وتكثيف الدوريات المرورية، لضبط حركة السير فيه، ملمحا إلى أنه بات يغص بالمركبات بعد أن تزاديت الكثافة السكانية فيه.

وانتقد بخيت المجنوني طمر بئر الغنم بفعل التطوير، ما أنهك الأهالي وبات العطش يضربهم، مستغربا مدهم بالماء عبر صنبور صغير يقفون أمامه طوابير، ملمحا إلى أن جزءا من الأهالي أجروا توصيلات لسحب المياه إلى منازلهم، فيما بقي السواد الأعظم دون ماء يعتمدون على الصهاريج الخاصة.

ووقف سليم مخضور اللحياني على مكان البئر الأثرية التي يطلق عليها بئر الغنم، وبلغت شهرتها الآفاق، مشيرا إلى أنها كانت المصدر الوحيد للماء، إذ يسقون منها أغنامهم وجمالهم، لافتا إلى أن الأهالي كانوا يصطفون للسقيا منه عبر الدلو.

واستاء اللحياني من حرمانهم من الماء أخيرا بطمر البئر، بعد أن أصبحوا يتزاحمون على صنبور، إثر طمر البئر، مستغربا من أن عين العزيزية تنقل الماء عبر قريتهم إلى مكة المكرمة والمناطق المجاورة، دون أن يكون لهم أي نصيب منها.

وبين اللحياني أنهم دائما ما يقفون على أطلال بئر الغنم بألم، متمنيا إنهاء حالة العطش التي أنهكتهم.

وأفاد خالد اللحياني أن بئر الغنم أصبحت مقصدا لأبناء الجالية البرماوية، بعد إزالة المنطقة المركزية القريبة من المسجد الحرام، خصوصا الجبال المحيطة بها، مشيرا إلى أن البرماويين بدأوا في الانتقال إلى الحي منذ قرابة خمس سنوات، متوقعا أن يصل عددهم 10 آلاف نسمة.

وأوضح أن البرماويين شيدوا مدارس في الحي، إلا أن إدارة تعليم مكة المكرمة، أغلقتها ودمجت طلابها مع مدارس أحياء النوارية.