احمد العيسى‮
احمد العيسى‮
-A +A
أنس اليوسف*
يحمل أولياء أمور ذوي الاحتياجات الخاصة هموما كبيرة، من أبرزها المعوقات التي تعترض طريق أبنائهم إلى مقاعد الدراسة، فهم يحلمون أن يروا صغارهم ينهلون من العلم كأقرانهم الأصحاء، خصوصا من يعانون من التوحد وفرط الحركة والعوق السمعي والبصري.

ويأملون من وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى النظر إلى معاناتهم باهتمام، فمنهم من تساءل عن مصير «القسائم التعليمية» التي أقرتها الوزارة لدعم الطلاب الذين يتعلمون في المدارس الخاصة، مشيرين إلى أنها لم تصرف لهم حتى الآن.


وشكا آخرون من التجاوزات التي ترتكبها المدارس الأهلية التي تبالغ في فرض رسوم عليهم، دون أن تسعى لتطوير قدرات أبنائهم -على حد قولهم.

وانتقد عدد منهم عملية تشخيص أبنائهم، قبل التحاقهم بالمدارس إذ أكدوا أنها تجرى بالنظر فقط، وبطريقة عشوائية لا تعتمد على أي معايير علمية، ولا تخضع للمراجعة من الاختصاصيين، لافتين إلى أن علمية الدمج لا تجري بالطريقة المنشودة.

وذكرت أم ليان أن المشكلة الحقيقية التي تواجه التوحديين وذوي فرط الحركة، أن وزارة التعليم تتعامل معهم على أنه تخلف عقلي، بينما هم قدرات وطاقات بحاجة لتفريغ، مشيرة إلى أنهم لا يعانون من التخلف، قابلين للتعلم وليس معاقين عنه.

وأفادت أنها عانت كثيرا حين الحقت ابنتها التوحدية بإحدى المدارس الخاصة، لافتة إلى أنهم ألحقوها بفصل اضطرابات سلوكية معزول، ويتقاضون منها مبالغ باهظة، دون أن تلمس أي تطور في مستوى طفلتها.

وطالبت الوزارة بمراقبة فصول التربية الخاصة في المدارس، بدلا من تركهم يستثمرون في أبناء الوطن، ويتخلون عن الرسالة السامية للتعليم، متسائلة عن مصير «القسائم التعليمية» التي وعدت الوزارة بتوفيرها للطلاب الملتحقين بالمدارس الخاصة.

وأبدى يوسف محمد استياءه من عملية التشخيص التي يخضع لها الطلاب التوحديين أو من يعانون من فرط الحركة، ملمحا إلى أنها تنفذ بطريقة تفتقد للدقة، وتعتمد على النظر، دون الالتزام بأية معايير علمية، ولا تخضع لأي مراجعة.

وأوضح يوسف أن الطلاب التوحديين يعانون من الإجازات الطويلة، التي تسبب لهم انتكاسة على المدى البعيد، مطالبا الوزارة بمراعاة البرامج التي تؤهلهم وتصقل قدراتهم، وفق زمن مدروس.

ورأى سعيد الأسمري أن دمج الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الأهلية لا يطبق بالطريقة المثلى، ملمحا إلى أنها تتعمد إطالة مدة بقائهم في فصول معزولة لتقاضي أكبر قدر من الأموال، بدعوى أن الطفل لم يتقدم في المهارات المطلوبة، لافتا إلى أن غالبية المدارس تعتمد على العلاج الدوائي في ضبط حركة الطالب دون اللجوء للأساليب العلمية الصحيحة.

* محرر «عكاظ» في جدة