علي الحازمي
علي الحازمي
-A +A
علي الحازمي
هل رأيت مستشفى للسرطان يحمل اسم أحدهم؟! هل شاهدت دارا للأيتام شيدت تحت نفقت أحدهم؟ هل أخبرك أحدهم بأنه أنشأ مكتبة عامة في أحد الأحياء من أجل التشجيع على القراءة؟ هل همس لك أحدهم بأنه ينوي بناء مركز لغسيل الكلى في إحدى المدن التي لا يستطيع مرضاها تحمل عناء السفر إلى مدينة أخرى؟ هم لا يعطون إلا تحت الفلاشات، ويشترطون أن تكون أسماؤهم في أولى صفحات الصحف، هم هكذا لا يمنحون أموالهم إلا من أجل الشهرة، ولنا في إنفاقهم داخل الملاعب عبرة.

في المقابل، في بقعه بعيدة في أقصى الغرب، تعد العاصمة التقنية والقلب التكنولوجي النابض للكرة الأرضية، حيث يحظى هذا المكان بكثير من التبجيل، لأنه مرتع لإبداع العقول العبقرية المهاجرة من كل أقطار العالم، وذلك لوجود الآلاف من الشركات العاملة في مجال التقنيات المتقدمة التي تتخذ من هذه البقعة الجغرافية مركزا لمقراتها الرئيسية تسمي وادي السيلكون، يوجد أثرى أثرياء العالم من جمعوا ثرواتهم بعقولهم المنيرة التي جعلت العالم كقرية واحدة، يجوبها الشخص دون أن يتحرك من مقعده.


ما يميز هذا الوادي هو أن معظم الأثرياء في تلك البقعة يتربعون على عرش أكثر الأثرياء سخاء بأموالهم، حيث ضمت قائمة أكثر الأثرياء سخاء حول العالم 14 ثريا معظمهم يملكون شركات في وادي السيلكون من أصل 20، وكان في مقدمتهم بيل غيتس وقد تبرع بما مجموعه 27 مليار دولار خلال حياته أي ما يمثل 32% من ثروته.

أكثر الناس سخاء هم من جمعوا ثرواتهم بعرق جبينهم، لأنهم يؤمنون بأن هذا المال هو مال الله، وللجميع حق فيه، أما الذين استولوا على المال بالطرق المختلفة وهربوا المليارات للخارج، يضاربون بها في بورصات العالم فهم أشد حرصاً عليها حتى الزكاة التي هي حق مشروع قد منحه الله لفئات معينة يسلكون الطرق الملتوية من أجل التلاعب بالقوائم المالية بتواطؤ مع بعض مكاتب المحاسبة القانونية من أجل خفض قيمة الأرباح حتى تدفع قيمة زكاة أقل، أستثني من هؤلاء البعض يأتي في صدارتهم رجل الأعمال سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الذي أنفق أكثر من 2.2 مليار ريال واحتل المرتبة السادسة كأكثر الأثرياء تصدقاً وسخاء في العالم.