الحازمي
الحازمي
-A +A
علي محمد الحازمي
لاحظنا أخيرا الكل يُحلل ويفتي اقتصادياً، وليس عليك سوى أخذ دورة في تحليل الأسهم، لتصبح محللاً اقتصادياً ومالياً ومدرباً رياضياً أيضاً. أصبح التحليل الاقتصادي عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي موضة يمارسها من يفقه ومن لا يفقه في الاقتصاد، حتى بائعو (الطعمية) أصبحوا محللين اقتصاديين وذلك بفرم البقدونس مع حبات الحمص ورش القليل عليها من النظرية الكنزية في الاقتصاد.

انتشرت أخيرا بعض كتابات وتسجيلات على مواقع التواصل الاجتماعي تبث الرعب على شكل نصائح في كل أطياف المجتمع من مواطنين ومقيمين وتجار ومستثمرين على أن اقتصادنا على شفا هاوية وعلينا جميعاً ارتداء سترة النجاة، انتشار مثل هذه الكتابات والتسجيلات بشكل كبير يمثل تشاؤماً لا يعكس الحقيقة، وكثير من الأرقام المستخدمة في هذه التحليلات ليست صحيحة، وهنا تكمن المصيبة الكبيرة، حيث بلغ التشاؤم قدراً كبيراً يشبهه أحدهم بوضع سفينة (تيتانك) قبل الغرق، ولن ينجو إلا النخب، بينما هناك فرق موسيقية تعزف لآخر لحظة.


من المؤسف أن ترى بعض الاقتصاديين الذين تظن أنهم وطنيون ممن يشككون في اقتصادنا بدلاً من بث روح الثقة التي تعتبر الوقود والمحرك الأساسي لأي اقتصاد، ودعم رؤية 2030 التي ترى أن الإنسان السعودي هو العمود الفقري والقاعدة الأساسية للتنمية الاقتصادية وتهدف إلى إيقاف الهدر المالي ومحاربة الفساد على كل الجبهات؛ رؤية تحرص على التقليل من اعتمادنا على النفط وتنويع مصادر الدخل، وترى أيضاً أن نبني مصانع للسلاح بأيدٍ وطنية ثم الانتقال الحثيث من المركز العشرين ضمن أقوى الدول اقتصادياً إلى المركز الخامس عشر.

من الطبيعي أن نرى بعض الآلام المصاحبة لأي تغيير سواء على المستوى الفردي أو الجماعي أو حتى الدولة نفسها، ويجب علينا التكيف مع هذه التغيرات، كما أننا لو نظرنا تاريخياً لوجدنا أن المملكة قد مرت بأزمات طاحنة قد تجاوزتها بكل ثقة وهنا يكمن النجاح بإدارة هذه الأزمات.

ali-alhazemi @hotmail.com