شربتلي
شربتلي
-A +A
سيف الله محمد شربتلي
يشعر كثير ممن يديرون مشاريع صغيرة ويضطرون إلى الاستعانة بالأجانب في مهن يرفضها السعوديون، أنهم سيتحملون المزيد من التكاليف، بفرض رسوم مالية شهرية على العمالة الوافدة وعوائلهم، في ظل حاجتهم الماسة لهذه العمالة خصوصاً الفنية منها، في حين يرى البعض أن القرارات ستفتح المجال أمام توظيف السعوديين وتفتح جميع الأبواب المغلقة أمامهم.. لا سيما أن هذه الرسوم الإضافية سيتم استثمارها في برامج التدريب والتأهيل للموارد البشرية الوطنية التي تعول عليها القيادة كثيراً للقيام بدورها كاملاً في رؤية الوطن 2030.

شخصياًَ.. أعتبر القرار فرصة حقيقية لمراجعة النفس وإعادة هيكلة لدى الكثير من أصحاب الأعمال، بل هو فرصة أيضاً لفرض ثقافة جديدة تدفع شباب وفتيات الوطن للتفكير في العمل المهني والحرفي الحر، وألا يقتصر تفكيرهم على الجلوس في المكاتب المكيفة، فنحن أمام مرحلة مهمة تحتاج إلى شد الحزام وتغليب الصالح العام على المصالح الشخصية.


قد تكون هناك تداعيات بسيطة من القرار، لكنه سيضع العربة أمام الحصان، وسيجعلنا نحسبها بالشكل الصحيح، فتكلفة العامل الأجنبي وفقاً للرسوم الجديدة ستصبح أكبر من تدريب وتأهيل وتوظيف شاب سعودي، إذا أخذنا في الاعتبار، رسوم الاستقدام، تذاكر السفر، التأمين عليه وعلى أسرته، الراتب، مصاريف تجديد الإقامة، رسوم مكتب العمل، علاوة على الرسوم الشهرية الجديدة.

وأسعدني ما طرحه محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد خلال مجلسه الأسبوعي العامر (كل أحد) الذي يضم نخبة من المسؤولين والمواطنين وأصحاب الأعمال، حيث أكد محافظ جدة حين طرحت هذه القضية على أن الدولة حريصة كل الحرص على تشجيع القطاع الخاص ومعدلات نموه، وأنها تضع تأهيل وتوظيف الشباب السعودي على رأس أولوياتها.

يوما بعد يوم.. تثبت قيادتنا الرشيدة.. اهتمامها بالمواطن.. وفتح أبواب النقاش الحر في جميع الموضوعات مهما كانت حساسيتها وأهميتها، وها هو المجلس الجداوي الرائع يجسد كل معاني الشورى الحقيقية، حيث تتجلى في جنباته روح اللحمة الوطنية وتظهر الشفافية في أعلى درجاتها، وتسيطر الصراحة المتناهية على أحاديثه.

وبالعودة إلى قضية الرسوم الشهرية للعمالة الأجنبية المزمع فرضها في الفترة القادمة، فإنني أحترم وجهات نظر الذين أبدوا تخوفهم، بل أحترم أيضاً من قال إنها ربما تقيد إستراتيجية الاستثمارات الأجنبية التي وضعنا عليها آمالا كبيرة، لكني أرى أنها تحمل إيجابيات كبيرة وتقدم نظرة تفاؤلية ثاقبة تواكب رؤية 2030، وتسهم بجلاء في تحقيق برنامج التوازن المالي وتحقق الأهداف المرجوة.

Seifsharbatly @yahoo.com