-A +A
سارة الفريح
لا يـمـكـن أن أنســى تاريخ 1/1/2017 ما حييت، حين دلفت مع صديقاتي إلى مطعم رينا في إسطنبول، بعد أن سمعنا أنه يقدم وجبات رائعة، فضلا عن فعاليات جميلة وبريئة، أخضعونا قبل الدخول لتفتيش صارم ودقيق، ما بث الراحة في نفوسنا من أن الوضع آمن، وبعد الوقوف في صف طويل وصلنا إلى طاولتنا، رأيت كثيرا من الأسر السعودية حولنا ما زاد من اطمئنانا، أذكر أني رأيت (سانتا) أو ما شابهه، ولكن الغريب أنه كان يحمل مسدسا، حينها كاد قلبي يخرج من مكانه، أردت أن ألتفت لأنادي صديقاتي، وأنبههن، فإذا هن مطروحات أرضا، انتشر الصراخ والهلع في المكان، وحين لم أجد أي تجاوب منهن، أغمي علي بجانبهن، في ذلك اليوم رأيت الضيم من عديمي الإنسانية، الذين استرخصوا أرواح الأبرياء، وما زاد من الألم أن هناك من تشفى في الموتى بدعوى زيارتهم «ملهى»، فأصبحت لا أدري من الأسوأ، سانتا الذي يحمل مسدسا، أم أصحاب الألسنة التي خاضت بسوء في الموتى، ووصمتهم بصفات هم أبرياء منها، مطلقة عليهم رصاصات كانت أقسى من تلك التي انطلقت من سلاح سانتا،.. دارت هذه القصة في مخليتي، وأطلقت العنان لخيالي، لأعرف ما الوضع الذي كنت ساعيشه في حال كنت في «رينا» في ذلك التاريخ، وترحمت على الموتى وسألت الله أن يخلص البشرية والإنسانية من أعدائها.

sarahalferaih@