لو أجرينا مقارنة بين عدد المراكز الثقافية في جدة، مع المرافق التجارية بمختلف أنواعها، سنصاب بصدمة، حين نكتشف أن اهتمام عروس البحر الأحمر بالفكر والأدب لا يذكر، مقارنة بالمرافق المخصصة لها من المطاعم والأسواق وصوالين الحلاقة والبقالات والورش الصناعية وغيرها. فجدة التي يفوق سكانها أربعة ملايين نسمة يوجد فيها أكثر من 70 مركزاً تجارياً ضخماً (مولات)، بعضها يعتبر الأكبر والأضخم في المساحة وتنوع المحتوى على مستوى الشرق الأوسط، وبها ما يزيد على ٢٥٠٠ صالون حلاقة وتجميل رجالي، وأكثر من ٢٠٠ صالون نسائي، وأكثر من ٢٠٠٠ صيدلية، أغلبها يعتبر «هايبر فارماسي»، ونحو ٣٥٠٠ بقالة وميني ماركت وهايبر ماركت، و٤٠٠٠ مطعم بأنواعها ودرجاتها المختلفة، وما يزيد على ١٠٠٠ مشفى ومستوصف ومجمع صحي وعيادات ومراكز لياقة، وهكذا يوجد آلاف المناشط التجارية، ولا ضير في ذلك، فجدة مدينة تجارية عريقة هي بوابة الحرمين الشريفين، وثاني أكبر مدن البلاد بعد العاصمة الرياض، وأكبر ميناء بحري على البحر الأحمر، وتعتبر مركزاً تجارياً مهماً يوفر العديد من الأنشطة التجارية والترفيهية لسكانها وزائريها. لكن في المقابل لا تحتضن سوى ثلاث مكتبات عامة، ونادٍ أدبي واحد وجمعية وحيدة للثقافة والفنون، واستادين رياضيين ثبت تعثر أحدهما. وهكذا تنحصر الأنشطة الثقافية والأدبية في مواقع محدودة لا تذكر، وبعضها غير فاعل ويعتمد على اجتهادات فردية أو شخصية، حتى معرض الكتاب الدولي ليس له مقر ثابت، إذ يجري استئجار الأرض في أبحر لإقامة المعرض لمدة 10 أيام، وحتى الحفلات الفنية الغنائية ليس هنالك مسرح أو مكان لاستيعاب حضورها سوى الملاعب الرياضية.
فهل من المعقول أن تفتقد مدينة كبرى مثل جدة، مراكز ثقافية فنية؟ ومن المفترض أن تشيد الجهات المختصة مراكز ثقافية فنية ضخمة في جميع مدن المملكة، ويكون أولها في جدة، يحتوي المركز منها على معرض للكتاب ومكتبة عامة ومنصة لتوقيع الكتب، وجمعية للثقافة والفنون، وقاعات للرسم والفنون التشكيلية وأخرى للحفلات الفنية، ومسرح غنائي. ألا تستحق جدة ذلك وهي منبر الثقافة والأدب والفن أن يكون بها مركز حضاري ثقافي شامل؟ تستحق عروس البحر الأحمر ذلك هي وجميع مدن المملكة؛ الرياض والدمام والمدينة المنورة وتبوك والطائف وأبها. يجب أن تكون جدة منارة للثقافة والأدب والفكر كما يريد لها أن تكون أمير منطقة مكة المكرمة الرجل المثقف الشاعر راعي الفكر والأدب.
esobhi2008@hotmail.com
فهل من المعقول أن تفتقد مدينة كبرى مثل جدة، مراكز ثقافية فنية؟ ومن المفترض أن تشيد الجهات المختصة مراكز ثقافية فنية ضخمة في جميع مدن المملكة، ويكون أولها في جدة، يحتوي المركز منها على معرض للكتاب ومكتبة عامة ومنصة لتوقيع الكتب، وجمعية للثقافة والفنون، وقاعات للرسم والفنون التشكيلية وأخرى للحفلات الفنية، ومسرح غنائي. ألا تستحق جدة ذلك وهي منبر الثقافة والأدب والفن أن يكون بها مركز حضاري ثقافي شامل؟ تستحق عروس البحر الأحمر ذلك هي وجميع مدن المملكة؛ الرياض والدمام والمدينة المنورة وتبوك والطائف وأبها. يجب أن تكون جدة منارة للثقافة والأدب والفكر كما يريد لها أن تكون أمير منطقة مكة المكرمة الرجل المثقف الشاعر راعي الفكر والأدب.
esobhi2008@hotmail.com