سعت رؤية 2030 إلى أهداف اقتصادية طموحة؛ منها إتاحة الفرص للجميع، وإكسابهم المهارات اللازمة التي تمكّنهم من السعي نحو تحقيق أهدافهم، وحددت الوصول إلى ذلك من خلال مواصلة الاستثمار في التعليم والتدريب وتزويد أبنائنا بالمعارف والمهارات اللازمة لوظائف المستقبل، فالتعليم جانب مهم في حياة كل إنسان من خلاله يبني معارفه ويؤسس قدراته، والتدريب هو المجال التالي للتعليم ودوره إكساب الفرد مهارات وخبرات متنوعة، تتم من خلال التجريب التطبيقي بعيدا عن النظريات التي ميدانها الأكبر هو التعليم، وحينما نتأمل العدد الذي أعلنته إدارة التدريب الأهلي بالمؤسسة العامة للتدريب التقني ممن تم تدريبهم خلال عام 1437 في 945 منشأة تدريب أهلية وهو أكثر من 183 ألف متدرب بمعدل 516 متدربا في اليوم الواحد، نجد أن العدد مؤشر جيد على نمو ثقافة التدريب في المجتمع والاهتمام بها، ويؤكد ذلك أن أكثر 80% من أعداد المتدربين كانت في ثلاث مناطق إدارية، فنسبة متدربي منطقة الرياض 33% وفي منطقة مكة المكرمة 32% والمنطقة الشرقية 15%، ما يعني أن هناك ضعفا كبيرا في بقية المناطق التي لم يتجاوز عدد متدربيها مجتمعين 20%، ومثل هذه الإحصائيات تعتبر مؤشرا مهما لمعرفة الجهات التي تستحق اهتماما أكبر، والمتأمل لمسيرة الدول المتقدمة يجد أن تطورها بدأ من خلال التدريب، فاليابانيون تدربوا في أمريكا وبعض الدول الأوروبية بعد هزيمتهم في الحرب العالمية، ومنها استفادوا من نظريات علمية بل وتفوقوا فيها مثل الجودة، وظهور الكايزن اليابانية (التحسين المستمر) كتطوير علمي وعملي لنظريات الجودة، كذلك الحال في ماليزيا حينما أرادت اللحاق بركب الدول المتقدمة من خلال رؤيتها 2020 التي حددت أن تكون ضمن الدول العشرين الأولى اقتصادا في العالم، وغيرهما كثير من الشواهد في دور التدريب في إحداث تغيير إيجابي ومؤثر.
ومع أن منسوبي التدريب التقني يجتهدون كثيرا في تنقية سوق التدريب، خاصة إذا علمنا أن 61% من تلك الدورات التدريبية تدخل ضمن ما يعرف بـ(الدورات التطويرية)، من ضمن 300 تخصص أقرتها المؤسسة، وهي باب مهم لإفادة المجتمع إذا أحسن توظيفه، وقنن من يدرب وفق خبرات ومؤهلات معينة، واعتمد من مرجعيات حقيقية في تدريب المدربين وليست ممن تمنح عن طريق المراسلة، ولأجل هذا لا بد من وجود رخصة مدرب، تعتمد من التدريب الأهلي بالمؤسسة، وقبلها لا بد من وجود فريق متخصص ومؤهل في تقييم المدربين حتى لا تكون المسألة مجرد تجميع أوراق لا تضمن تميز المدرب الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى سوء مخرجات التدريب وعدم الاستفادة منها، إضافة لأهمية ضبط الجهات المعتمدة بالتدريب وعدم ترك الحبل على الغارب.
* مدرب تنمية بشرية
tmt280@yahoo.com
ومع أن منسوبي التدريب التقني يجتهدون كثيرا في تنقية سوق التدريب، خاصة إذا علمنا أن 61% من تلك الدورات التدريبية تدخل ضمن ما يعرف بـ(الدورات التطويرية)، من ضمن 300 تخصص أقرتها المؤسسة، وهي باب مهم لإفادة المجتمع إذا أحسن توظيفه، وقنن من يدرب وفق خبرات ومؤهلات معينة، واعتمد من مرجعيات حقيقية في تدريب المدربين وليست ممن تمنح عن طريق المراسلة، ولأجل هذا لا بد من وجود رخصة مدرب، تعتمد من التدريب الأهلي بالمؤسسة، وقبلها لا بد من وجود فريق متخصص ومؤهل في تقييم المدربين حتى لا تكون المسألة مجرد تجميع أوراق لا تضمن تميز المدرب الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى سوء مخرجات التدريب وعدم الاستفادة منها، إضافة لأهمية ضبط الجهات المعتمدة بالتدريب وعدم ترك الحبل على الغارب.
* مدرب تنمية بشرية
tmt280@yahoo.com