الذين بنوا بيوتهم من الطين أو الحجر أو حتى من الخشب في أنحاء المملكة كافة منذ العشرينات والثلاثينات الميلادية كانوا من المواطنين، ولم تكن العمالة الآسيوية أطلت برأسها للمنطقة.. ما الذي تغير؟! المجتمع في المملكة أصبح أكثر ثراء عن السابق وأقل نشاطا وديناميكية وإنتاجية وهذه هي المعادلة بكل بساطة، هذا شيء مؤكد وطبيعي ويحدث في جميع المجتمعات التحولية، من الزراعة والفلاحة إلى الصناعة ومن ثم المعلوماتية والفضاء المفتوح، وأقرب مثال لنا هو مصر والأردن، والمفارقة العجيبة أن نصف عمالة الأردن من المصريين، عمال بناء، حراس عمارات وفنيين ومعلمي بلاط وسباكة ـ وشاورما ـ قبل استضافة الأخوة السوريين !) وأصبحت مصر تستورد غذاءها من الخارج، بعد أن كانت الرائدة في التصدير لدول العالم في الثلاثينات الميلادية!
وإن كانت المعاهد الفنية والكليات التقنية أسهمت وبشكل كبير في تخريج أفواج ضخمة من الفنيين السعوديين في الثلاثين سنة الماضية واستثمرت بهم الدولة ملايين الريالات، إلا أننا مازلنا نرى عمال وفنيي البناء في المواقع ـ نجار، بناء مسلح، مبلط، فني حدادة ولحام، فني دهان ونجارة وسباكة ـ فني ميكانيكا وكهرباء ومكافحة حريق.. والقائمة تطول) من الفيلبين وباكستان وبنجلاديش، والهند، وحتى المشرفين عليهم ليسوا سعوديين!
أفهم تماما أن معظم الخريجين من المواطنين والحاملين لدرجة الدبلوم في التخصصات الفنية، ميكانيكا، كهرباء، بناء وسباكة وغيرها، يلجأون للقطاع العام أو للشركات شبه الحكومية مثل أرامكو، سابك، الكهرباء، الهيئة الملكية للجبيل وينبع والخطوط السعودية وغيرها لتميزها في برامج التوظيف والتدريب والحوافز الأخرى، بينما سيظل القطاع الخاص ولربما لسنين يعاني من ندرة العاملين من الفنيين السعوديين، في الوقت الذي يشهد فيه نوعا من البطالة والتي ظهرت أخيرا بين صفوف المهندسين الجامعيين!
يجب ألا ننسى أن نهضة الأمم قامت واعتمدت على الشريحة الوسط وهي الأكثر أهمية وفاعلية ويبدو أننا نجحنا في سعودة «المديرية» فلدينا كم هائل من المديرين السعوديين وفي جميع القطاعات والتخصصات ونسيت الهيئة السعودية للمهندسين، على سبيل المثال (وكما جاء في أهدافها عند بداية نشأتها في العام 1402) بأن ترعى المهندسين الفنيين أو خريجي دبلومات التخصصات الهندسية بالإضافة لزملائهم من المهندسين الجامعيين، يجب أن نعمل على تغيير نظرتنا للفني والعامل، من ناحية المزايا الأدبية والاجتماعية والحوافز المالية والمسميات وبدل الندرة وطبيعة العمل ونعتبره الكنز الحقيقي واللاعب الرئيسي في محطة التحول.
وإن كانت المعاهد الفنية والكليات التقنية أسهمت وبشكل كبير في تخريج أفواج ضخمة من الفنيين السعوديين في الثلاثين سنة الماضية واستثمرت بهم الدولة ملايين الريالات، إلا أننا مازلنا نرى عمال وفنيي البناء في المواقع ـ نجار، بناء مسلح، مبلط، فني حدادة ولحام، فني دهان ونجارة وسباكة ـ فني ميكانيكا وكهرباء ومكافحة حريق.. والقائمة تطول) من الفيلبين وباكستان وبنجلاديش، والهند، وحتى المشرفين عليهم ليسوا سعوديين!
أفهم تماما أن معظم الخريجين من المواطنين والحاملين لدرجة الدبلوم في التخصصات الفنية، ميكانيكا، كهرباء، بناء وسباكة وغيرها، يلجأون للقطاع العام أو للشركات شبه الحكومية مثل أرامكو، سابك، الكهرباء، الهيئة الملكية للجبيل وينبع والخطوط السعودية وغيرها لتميزها في برامج التوظيف والتدريب والحوافز الأخرى، بينما سيظل القطاع الخاص ولربما لسنين يعاني من ندرة العاملين من الفنيين السعوديين، في الوقت الذي يشهد فيه نوعا من البطالة والتي ظهرت أخيرا بين صفوف المهندسين الجامعيين!
يجب ألا ننسى أن نهضة الأمم قامت واعتمدت على الشريحة الوسط وهي الأكثر أهمية وفاعلية ويبدو أننا نجحنا في سعودة «المديرية» فلدينا كم هائل من المديرين السعوديين وفي جميع القطاعات والتخصصات ونسيت الهيئة السعودية للمهندسين، على سبيل المثال (وكما جاء في أهدافها عند بداية نشأتها في العام 1402) بأن ترعى المهندسين الفنيين أو خريجي دبلومات التخصصات الهندسية بالإضافة لزملائهم من المهندسين الجامعيين، يجب أن نعمل على تغيير نظرتنا للفني والعامل، من ناحية المزايا الأدبية والاجتماعية والحوافز المالية والمسميات وبدل الندرة وطبيعة العمل ونعتبره الكنز الحقيقي واللاعب الرئيسي في محطة التحول.