المتتبع لعمليات قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة لتطهير اليمن الشقيق من أذناب إيران ميليشيات الحوثي وأعوان المخلوع، سيجد أنها تضرب أروع الأمثلة في كيفية إدارة الحروب، والالتزام بالاتفاقيات الدولية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، وتطبيقها على أرض الواقع، وسيجد أن أتباع الحوثي ومن عاونهم يخترقون كل القوانين والمعاهدات التي تتم مع جميع الدول ومنها ما كان يتعلق بحماية المدنيين الذين لا يشاركون في الأعمال العدائية وغيرها كثير، فهم يواصلون عملياتهم الهمجية دون رادع، ومن الاتفاقيات التي يخترقها الانقلابيون «الهدنة» التي تعني كل اتفاق له أهمية سياسية وأساسية بين القوات المتحاربة لوقف القتال لفترة زمنية مؤقتة والتي قد تكون إيجابياتها أكثر من سلبياتها، كيف لا وقد ذُكرت في الشريعة الإسلامية قبل الاتفاقيات الدولية فقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم»، وهذا يدل على أن لها أهمية كبيرة في الحد من إراقة دماء المسلمين وحقنها، إضافة إلى ما لها من اعتبارات إنسانية وأيضاً من أجل تقديم المساعدات الإغاثة والطبية اللازمة، ومنها أيضا ما فعله المصطفى صلى الله عليه وسلم في معركة صلح الحديبية عند الاتفاق على بنود الصلح مقرراً جواز هذه الهدنة، إذ يعتبر جائزا وليس واجبا على الأطراف المتنازعة من قبولها أو رفضها ويمكن أن تمدد لفترة أخرى إذا ما أرادت الأطراف المتنازعة، وذلك لما ذكرتها اللائحة المتعلقة بقوانين وأعراف الحرب البرية لسنة 1907 لاهاي في الفصل الخامس، أما من الناحية الزمنية للهدنة فلها فترة زمنية محددة قد تطول وقد تقصر، أيضا تتميز هذه الهدنة بأنها قد تكون هدنة شاملة على جميع الوسائل المستخدمة في الحرب وفي كل مكان، وعلى سبيل المثال قرار الهدنة الذي استخدمه مجلس الأمن في 16 نوفمبر 1948 بشأن الحرب العربية - الإسرائيلية، وقد تكون هدنة محلية كما في حرب قوات التحالف العربي مع الحوثي وأتباعه بمعنى تعليق الهدنة على أجزاء من الجيوش المتحاربة، ومهما كثرت مسميات الهدنة، فلا تعني من الناحية القانونية إيقاف الحرب نهائياً وإنما إيقاف مؤقت قد يطول أو يقصر كما ذكرنا ما لم تكن هناك معاهدة سلام.
ASSAF_2007@hotmail.com
ASSAF_2007@hotmail.com