تمتلك بلادنا شبكة واسعة من الطرق، وفي ظل عدم الاكتفاء من وسائل المواصلات الأخرى، تظل السيارة أو الشاحنة وسيلة شخصية تجارية مهمة.
تجوب طرقنا السريعة مجموعة كبيرة من الشاحنات ولأننا من أكثر دول العالم تضررا من حوادث السيارات فإن النظر في تجارب الآخرين ممن سبقونا مهم، ففي أمريكا النوم له قوانين لأصحاب الشاحنات فعندما تسافر الشاحنة وتجوب معظم الولايات يحتفظ قائد الشاحنة بسجل يثبت فيه نومه وعدد الساعات التي عمل بها كطريقة لتوثيق ما يحدث معه، وحتى ينال الساعات القانونية الكافية للنوم حتى لا يتسبب في كارثة مريعة وعند عدم احتفاظه بهذا السجل، فإنه يغرم وقد لا يقود في ذاك اليوم الشاحنة حتى ينال قسطا من الراحة، مع مخالفة مجزية لردعه عن تكرار ما فعل، بل إن الساعات التي يقضيها السائق في تجهيز شاحنته تدخل في عدد الساعات اليومية التي يعملها.
وضع هذا القانون المسمى ساعات العمل لأصحاب الشاحنات في عام 1939، وتعدل كثيرا حتى أدخل ما يسمى قاعدة 11/14، إذ يستطيع سائق الشاحنة القيادة لمدة 11 ساعة في يوم يضم 14 ساعة عمل وبعد 14 ساعة فإنه يطلب منه قانونيا الاستراحة لمدة 10 ساعات، ومجموع ساعات العمل القانونية للشاحنة في الأسبوع ما بين 60-77 ساعة وإذا توقف سائق الشاحنة عن العمل ليومين ونصف فإنه يبدأ عدد الساعات الأسبوعية من جديد، رغم كل هذه الجهود فإن الحكومة الفيدرالية الأمريكية تعترف بوجود العديد من سائقي الشاحنات لا يتبعون القانون لجني المزيد من المال، ولكن في هذه الحالة فإن الشركة المشغلة أو صاحب الشاحنة عند عدم اتباع هذا القانون فإنه ملزم بالتعويض تجاه الأبرياء إذا وقع حادث، يمتد هذا القانون الفيدرالي كذلك ليشمل الحافلات حيث لا يسمح لهم بالقيادة أكثر من 10 ساعات، لذا حري بالإدارة العامة للمرور في بلادي السعودية تبني مثل هذه الأفكار النيرة للتخفيف من نسبة حوادث الشاحنات والحافلات، في ظل تزايدها في بلادنا، خصوصا ما يتعلق بالمعلمات اللائي يعملن في المناطق النائية.
* مبتعث دكتوراه في القانون الجنائي
aljaieda@ipa.edu.sa
تجوب طرقنا السريعة مجموعة كبيرة من الشاحنات ولأننا من أكثر دول العالم تضررا من حوادث السيارات فإن النظر في تجارب الآخرين ممن سبقونا مهم، ففي أمريكا النوم له قوانين لأصحاب الشاحنات فعندما تسافر الشاحنة وتجوب معظم الولايات يحتفظ قائد الشاحنة بسجل يثبت فيه نومه وعدد الساعات التي عمل بها كطريقة لتوثيق ما يحدث معه، وحتى ينال الساعات القانونية الكافية للنوم حتى لا يتسبب في كارثة مريعة وعند عدم احتفاظه بهذا السجل، فإنه يغرم وقد لا يقود في ذاك اليوم الشاحنة حتى ينال قسطا من الراحة، مع مخالفة مجزية لردعه عن تكرار ما فعل، بل إن الساعات التي يقضيها السائق في تجهيز شاحنته تدخل في عدد الساعات اليومية التي يعملها.
وضع هذا القانون المسمى ساعات العمل لأصحاب الشاحنات في عام 1939، وتعدل كثيرا حتى أدخل ما يسمى قاعدة 11/14، إذ يستطيع سائق الشاحنة القيادة لمدة 11 ساعة في يوم يضم 14 ساعة عمل وبعد 14 ساعة فإنه يطلب منه قانونيا الاستراحة لمدة 10 ساعات، ومجموع ساعات العمل القانونية للشاحنة في الأسبوع ما بين 60-77 ساعة وإذا توقف سائق الشاحنة عن العمل ليومين ونصف فإنه يبدأ عدد الساعات الأسبوعية من جديد، رغم كل هذه الجهود فإن الحكومة الفيدرالية الأمريكية تعترف بوجود العديد من سائقي الشاحنات لا يتبعون القانون لجني المزيد من المال، ولكن في هذه الحالة فإن الشركة المشغلة أو صاحب الشاحنة عند عدم اتباع هذا القانون فإنه ملزم بالتعويض تجاه الأبرياء إذا وقع حادث، يمتد هذا القانون الفيدرالي كذلك ليشمل الحافلات حيث لا يسمح لهم بالقيادة أكثر من 10 ساعات، لذا حري بالإدارة العامة للمرور في بلادي السعودية تبني مثل هذه الأفكار النيرة للتخفيف من نسبة حوادث الشاحنات والحافلات، في ظل تزايدها في بلادنا، خصوصا ما يتعلق بالمعلمات اللائي يعملن في المناطق النائية.
* مبتعث دكتوراه في القانون الجنائي
aljaieda@ipa.edu.sa