منذ نحو أسبوعين، تجادلت معي قريبة أحد المرضى تطالبني بعمل الأكثر لقريبها، وعدم الوقوف عند حدود النظام، لأننا نحن مجتمع الأطباء ملائكة الرحمة، ما أثار حزني أن ما أغضبها ومن أغضبها لم يكن تصرفا بدر مني، ولكن من شخص ليس لدي سلطة عليه، وعلى الرغم من أنني تجاوزت الكثير من الحواجز الروتينية والبروتوكولات لتقديم الرعاية الأفضل للمريض منذ لحظة تنوميه، وهم على دراية كافية بذلك، اختارت تنفيس غضبها وتوجيه اللوم والتهديد للشخص البريء، فقط لأنه موجود. بالنسبة لنا كأطباء لا يقف عملنا عند تقييم الحالة والعلاج المناسب فقط، بل عادة ما يمضي الطبيب ساعات بعد انتهاء المرور اليومي أو العيادات لعمل أمور أخرى، ليست من صميم عمله أبدا، فقط ليتأكد أن المريض ينال أفضل ما يمكن. فالاتصالات التي نقوم بها للتأكد من وجود العلاج بكمية كافية أو البحث عنه في مراكز أخرى ليس بالتأكيد جزءا من عملنا ولكننا نقوم به، وغير ذلك من الأمثلة التي قد يطول سردها. هذا الأمر لا يقتصر علي فقط، بل أنا أتحدث عن أغلبية الأطباء الذين عرفتهم خلال مسيرتي الطبية. ولكن هنالك أيضا أمور لا نستطيع تجاوزها، فنحن مجرد بشر يعملون تحت نظام معين، وبعض الأمور لايمكن تخطيها. فلكل من يقرأ هذا المقال: ما يظهر لكم أنه عملنا ليس إلا جزءا بسيطا مما نقوم به فعلا، ولا ننتظر من فعل ذلك شيئا سوى تقديم الأفضل للمريض.. الرحمة لملائكة الرحمة.
iahazmi@hotmail.com
iahazmi@hotmail.com