لقياس أي مقدرة عقلية، يتحتم أولا قياس توجهات من نريد اختبارهم، وعندما نعود لبداية الاختبارات العقلية نجدها بدأت من «ألفريد بينيت» الفرنسي بتكليف من الحكومة الفرنسية لإيجاد وسيلة للتعرف على المعاقين ذهنياً، وحذّر الطبيب «بينيت» من هذا الاختبار ومحدودية استخدامه وعدم قابليته لغير ما خصص منه.
ومن الطريف أن «الجمعية الوطنية للتعليم» في الولايات المتحدة الأمريكية والتي ينتسب إليها نحو مليوني معلم حينذاك أصدرت بياناً في عام 1979م بإلغاء اختبارات قياس القدرات العقلية كافة، لأنها في أحسن أحوالها مضيعة للوقت والجهد وفي أسوأ أحوالها مدمرة في تبعاتها، لعجز الاختبارات في تعريف الذكاء، وما الذي تحاول فعلاً قياسه، كما أثبتت حصولها على نسبة متدنية في التنبؤ بإنجازات الأفراد المستقبلية في الأعمال والدخل ومستوى المعيشة والقدرة على التأقلم.
والكارثة أننا إن أردنا قياس مقدرة عباقرة التاريخ، فالمتوقع بكل تأكيد رسوبهم في الاختبار، فآينشتاين سبق له أن عَرَّفَ بنفسه أنه كان ضعيفاً في القراءة والكتابة في مدرسته، كما أنه تأخر في النطق وكان بطيء الاستيعاب، وكذلك يلحق به أديسون مخترع الكهرباء، والذي كان طالبا بليداً، وكان يصفه معلمه بالفاشل وسبق طرده من مدرسته، وغيرهم الكثير، ولو أكملنا السرد لتُهْنا في هذا الميدان، فقبل أن نحكم على فشل اختبارات «قياس» المقررة على أبنائنا، يجب علينا معرفة السبب لهذا الفشل.
فالعقل كما قسمته بوصلة التفكير لهيرمان:
1- الموضوعيون والتحليليون، وهم كثيرو الأسئلة والمهتمون بدقائق الأمور، ويسعون خلف التفاصيل.
2- التنفيذيون، أو كما أسميهم المُبَرْمَجُونْ، ويمتازون بجودة العمل والإتقان والتنظيم وإدارة الوقت.
3- العاطفيون، ويمتازون بعلاقات جيدة مع الآخرين ويحبون العمل كفريق واحد ولديهم قوة في الانسجام دون غيرهم.
4- الإبداعيون، ولديهم القدرة على الابتكار والإبداع ونظرة مختلفة للمستقبل دون غيرهم، كما لديهم حس المغامرة.
كما أجرى العديد من العلماء الأبحاث والدراسات حول الذكاء البشريّ، ومن أهم النظريات فيها هي: الذكاء المتعدد، للأستاذ بكلية هارفرد، الدكتور هوارد جاردنر، واستنتج من خلالها أنّ الذكاء ليس فرديّاً، ولا يعتمد تصنيف الأفراد بناءً على درجة ذكائهم، بل على طبيعة الذكاء الذي يتمتعون به، وتمكن من توزيع الذكاء البشري على ثمانية أنواع: لغوي، رياضي، حركي، اجتماعي، ذاتي، موسيقي، بصري وأخيرا الذكاء العاطفي.
ولكل هذا كَمٌّ كبير من التفاصيل والتي تدل على أنه من الإجحاف حقاً، قياس قدرة الطالب والحكم عليه بناء على مجموعة من الأسئلة الكمية واللغوية والمنطقية، دون التفكير في بقية عوامل النجاح التي تكون سببا في تفوق الطالب عملياً وحياتياً.
من المؤسف أن نرى طالبا مجتهدا حاز على 100% في الثانوية العامة يحصل على درجة 65 في اختبار الـ«قياس» ومتساوٍيا مع شخص غير مبال وبدرجة متدنية في الثانوية العامة، وبهذا تتوقف آماله وطموحاته في خدمة وطنه، ما يؤثر عليه سلبا في حياته المستقبلية، ولأجل الوطن أتمنى إلغاء اختبارات قياس.
hbasnawi@hotmail.com
ومن الطريف أن «الجمعية الوطنية للتعليم» في الولايات المتحدة الأمريكية والتي ينتسب إليها نحو مليوني معلم حينذاك أصدرت بياناً في عام 1979م بإلغاء اختبارات قياس القدرات العقلية كافة، لأنها في أحسن أحوالها مضيعة للوقت والجهد وفي أسوأ أحوالها مدمرة في تبعاتها، لعجز الاختبارات في تعريف الذكاء، وما الذي تحاول فعلاً قياسه، كما أثبتت حصولها على نسبة متدنية في التنبؤ بإنجازات الأفراد المستقبلية في الأعمال والدخل ومستوى المعيشة والقدرة على التأقلم.
والكارثة أننا إن أردنا قياس مقدرة عباقرة التاريخ، فالمتوقع بكل تأكيد رسوبهم في الاختبار، فآينشتاين سبق له أن عَرَّفَ بنفسه أنه كان ضعيفاً في القراءة والكتابة في مدرسته، كما أنه تأخر في النطق وكان بطيء الاستيعاب، وكذلك يلحق به أديسون مخترع الكهرباء، والذي كان طالبا بليداً، وكان يصفه معلمه بالفاشل وسبق طرده من مدرسته، وغيرهم الكثير، ولو أكملنا السرد لتُهْنا في هذا الميدان، فقبل أن نحكم على فشل اختبارات «قياس» المقررة على أبنائنا، يجب علينا معرفة السبب لهذا الفشل.
فالعقل كما قسمته بوصلة التفكير لهيرمان:
1- الموضوعيون والتحليليون، وهم كثيرو الأسئلة والمهتمون بدقائق الأمور، ويسعون خلف التفاصيل.
2- التنفيذيون، أو كما أسميهم المُبَرْمَجُونْ، ويمتازون بجودة العمل والإتقان والتنظيم وإدارة الوقت.
3- العاطفيون، ويمتازون بعلاقات جيدة مع الآخرين ويحبون العمل كفريق واحد ولديهم قوة في الانسجام دون غيرهم.
4- الإبداعيون، ولديهم القدرة على الابتكار والإبداع ونظرة مختلفة للمستقبل دون غيرهم، كما لديهم حس المغامرة.
كما أجرى العديد من العلماء الأبحاث والدراسات حول الذكاء البشريّ، ومن أهم النظريات فيها هي: الذكاء المتعدد، للأستاذ بكلية هارفرد، الدكتور هوارد جاردنر، واستنتج من خلالها أنّ الذكاء ليس فرديّاً، ولا يعتمد تصنيف الأفراد بناءً على درجة ذكائهم، بل على طبيعة الذكاء الذي يتمتعون به، وتمكن من توزيع الذكاء البشري على ثمانية أنواع: لغوي، رياضي، حركي، اجتماعي، ذاتي، موسيقي، بصري وأخيرا الذكاء العاطفي.
ولكل هذا كَمٌّ كبير من التفاصيل والتي تدل على أنه من الإجحاف حقاً، قياس قدرة الطالب والحكم عليه بناء على مجموعة من الأسئلة الكمية واللغوية والمنطقية، دون التفكير في بقية عوامل النجاح التي تكون سببا في تفوق الطالب عملياً وحياتياً.
من المؤسف أن نرى طالبا مجتهدا حاز على 100% في الثانوية العامة يحصل على درجة 65 في اختبار الـ«قياس» ومتساوٍيا مع شخص غير مبال وبدرجة متدنية في الثانوية العامة، وبهذا تتوقف آماله وطموحاته في خدمة وطنه، ما يؤثر عليه سلبا في حياته المستقبلية، ولأجل الوطن أتمنى إلغاء اختبارات قياس.
hbasnawi@hotmail.com