الأسلوب القصصي أسلوب إلهي قرآني في كتاب الله تعالى، فقصة موسى وفرعون ذكرت في القرآن ٢٠ مرة بأساليب مختلفة؛ لأن أسلوب القصة محبب للنفوس مؤثر، ومن القصص التي حدثت في مجلس القضاء قصة العاق لأمه المسنة التي شكت من أن ابنها الذي يعمل في التجارة، لا يزورها ولا ينفق عليها ويتلفظ عليها بألفاظ سيئة، وذكرت أنها مريضة وتحتاج إلى علاج ومتابعة وتطلب من المحكمة إلزام ابنها بأن ينفق عليها ولا يسيء لها، ويزورها، وبعد ثبوت ما تدعيه الأم.
وقلت للابن إن المحكمة ستقضي بإيقافك واتخاذ الإجراءات النظامية حتى ترضى عنك أمك، وبالفعل حضر رجال الأمن ومعهم القيود استعداداً لتسليمه للجهة المختصة، وهنا انفجرت الأم باكية، وهي تصيح: «لا ياشيخ ولدي ولدي متنازلة عنه». وصارت في حالة هستيرية من هول الموقف، واختارت أن تتحمل معاناة المرض والحاجة وعقوق ابنها، على ألا يمس ابنها بضرر أو عقوبة رغم عقوقه.
تعجبت من رحمة الأم وعاطفتها الفطرية، فلا يوجد أرحم ولا أشفق على العبد من أمه بعد الله سبحانه وتعالى، في هذا الموقف نظرت إلى الابن فوجدته غارقاً في دموعه نادماً على فعله مطرقاً برأسه نحو الأرض لا يستطيع الكلام فقمت بتهدئتهم وكفيت عن اتخاذ الإجراء النظامي وخرج رجال الأمن من المجلس القضائي ثم تعهد الابن بزيارة أمه وإعطائها مصروفا شهريا وتأمين حاجاتها وأخته التي كانت ترافق أمه والتي أيضاً بكت في مجلس القضاء على أخيها مخافة أن يسجن ويعاقب.. بعد ذلك تم إثبات ما تم الاتفاق عليه وخرجوا متراضين متحابين.
تلك قصة عن عقوق ابن لأمه وإليكم قصة عقوق ابن لأبيه، إذ شكا رجل طاعن في السن ابنه الذي بات خطراً على والده، بعد أن دأب على تهديد أبيه والتلفظ عليه واستولى على جزء من مال والده الذي طلب من المحكمة أن تؤدب الابن وتكف شره، وأثناء النظر لهذه القضية في إحدى الجلسات حضر ابن ذلك الرجل العاق، يشكو من أن أبيه لا يصرف عليه ولا يرعاه وقد خرج من بيت أبيه من سوء المعاملة، فقلت سبحان الله، هذا مصداق لقول النبي صلى الله عليه وسلم في تعجيل العقوبة (اثنان يعجلهما الله في الدنيا: البغي وعقوق الوالدين) صححه الألباني، فلن يعرف قدر الوالدين إلا من فقدهما أو فقد أحدهما لأنهما أصلان والأولاد فروع فإذا انقطع الأصل كاد أن يهلك الفرع.
* قاض سابق بمحكمة جدة الجزائية
abosaqer2088@gmail.com
وقلت للابن إن المحكمة ستقضي بإيقافك واتخاذ الإجراءات النظامية حتى ترضى عنك أمك، وبالفعل حضر رجال الأمن ومعهم القيود استعداداً لتسليمه للجهة المختصة، وهنا انفجرت الأم باكية، وهي تصيح: «لا ياشيخ ولدي ولدي متنازلة عنه». وصارت في حالة هستيرية من هول الموقف، واختارت أن تتحمل معاناة المرض والحاجة وعقوق ابنها، على ألا يمس ابنها بضرر أو عقوبة رغم عقوقه.
تعجبت من رحمة الأم وعاطفتها الفطرية، فلا يوجد أرحم ولا أشفق على العبد من أمه بعد الله سبحانه وتعالى، في هذا الموقف نظرت إلى الابن فوجدته غارقاً في دموعه نادماً على فعله مطرقاً برأسه نحو الأرض لا يستطيع الكلام فقمت بتهدئتهم وكفيت عن اتخاذ الإجراء النظامي وخرج رجال الأمن من المجلس القضائي ثم تعهد الابن بزيارة أمه وإعطائها مصروفا شهريا وتأمين حاجاتها وأخته التي كانت ترافق أمه والتي أيضاً بكت في مجلس القضاء على أخيها مخافة أن يسجن ويعاقب.. بعد ذلك تم إثبات ما تم الاتفاق عليه وخرجوا متراضين متحابين.
تلك قصة عن عقوق ابن لأمه وإليكم قصة عقوق ابن لأبيه، إذ شكا رجل طاعن في السن ابنه الذي بات خطراً على والده، بعد أن دأب على تهديد أبيه والتلفظ عليه واستولى على جزء من مال والده الذي طلب من المحكمة أن تؤدب الابن وتكف شره، وأثناء النظر لهذه القضية في إحدى الجلسات حضر ابن ذلك الرجل العاق، يشكو من أن أبيه لا يصرف عليه ولا يرعاه وقد خرج من بيت أبيه من سوء المعاملة، فقلت سبحان الله، هذا مصداق لقول النبي صلى الله عليه وسلم في تعجيل العقوبة (اثنان يعجلهما الله في الدنيا: البغي وعقوق الوالدين) صححه الألباني، فلن يعرف قدر الوالدين إلا من فقدهما أو فقد أحدهما لأنهما أصلان والأولاد فروع فإذا انقطع الأصل كاد أن يهلك الفرع.
* قاض سابق بمحكمة جدة الجزائية
abosaqer2088@gmail.com