تتبارك القضية بفعل الناهضين بها، وتتراجع بل وتستحيل بقعة ملطخة في وجوه أصحابها بحق، رغم فضيلتها، وكذلك بفعل الناعقين بها ممن لا يشكل لهم الأمر حاجة بل مصلحة ذاتية..
يشكل المرء منا بكل ما يحويه من مبادئ، وميول، وسمات، وتوجهات، فرقا شاسعا ومختلفا في سمات أي قضية ينادي بها ويحوّلها لشيءٍ على مرأى من الجميع في كل الأصعدة، وعلى قدر نزاهة المرء ونُبله تكون القضية، بصرف النظر عن فحوى القضية، وإن كان فحواها نقيًا وَخالصًا.
في الآونة الأخيرة، أصبحت المنصات الافتراضية، منابر للقضايا والثورات، وأضحى أي كان، صاحب قضية، والمشاركة باتت ممكنة من الجميع بكل أريحية وَسلاسة، للحد الذي يمكن أن نعتبره إيجابيًا بشكل محدود ولكن باشتراطات معينة، بدونها يكون الوضع سيئا جدا وملوثا، كل قضية تتصعّد لتحظى باهتمام عالي الصيت والصورة، فتصبح قضية رأي عام عربي وأجنبي أحيانًا، عوضًا عن مجرد مشكلة مجتمعية أو فردية، وهذا الأمر محمود لحدٍ ما، ولكن له تبعاته غير المحمودة أحيانًا، وليست هذه الزاوية التي أريد التطرق لها، إنما الكيفية التي تُدار بها هذه القضايا من قِبل الشخوص، وفِكر هذه الشخوص بعيدا عن القضية، من مدة ليست قصيرة، والقضايا تتكاثر ومطالب المجتمع تتنامى، وكلما ظهرت قضية على السطح، ظهرت معها الفِرَقْ، بحيث يصبح المجتمع حزبين نقيضين في الرأي والتوجهات، مما يجعل أصحاب القضية الأساسيين والمستحقين للنظر في أمرهم، مُغيبين تماما، وتتوارى مشاهد احتياجاتهم بعيدًا عن المكان، فلا نعد نرى سوى السجال والذي أصنفه من وجهة نظري المحايدة، بأنه سجال مشوه بنوايا مشوهة، أي أنه سجال غير نظيف!
يتغيب الدور الأهم للقضية وفضّ عقدتها وطرح الحلول لها، ويتضخم ما يُعرَف بالفبركة والمراوغات والانتهازات والانتهاكات، بين فريقين متخالفين بغير رُقي، يسعى كُلٌ منهم لإثبات وجهة نظره التي هي نابعة من توجهاته وميوله وقناعاته فقط، بصرف النظر عن القضية والمحتاجين والفضيلة في مسألة أن يخدم المرء الآخر حتى وإن كان ذلك على حساب ميوله ووجهة نظره! تتم شخصنة القضايا، فيصبح للقضية وجهان، يتقنّعان بالقضية، بَيد أن القضية الحقيقية هُنا هي «ُهم»..
ولو أردنا التخصيص قليلًا في مظاهر هذا السجال، لوجدنا أن القضايا الأخيرة التي تختص بالمرأة بدءا من البطالة، والزواج، والقيادة، والعنف، والفقر.. الخ، يغلب على الفِرق التي تتولى أمرها: الترف! سواءً كانت مع مضمون المطالب والقضية «أو ضد» بشكلٍ نادر نشهد المتضررات بحق في هذه الأماكن، يؤسفني أن المرأة في المجتمع، أضحت قضية لمن لا قضية له ولا مطلب.
يضرني كامرأة أن أكون مِشعلا لمن تستعبده توجهاته فينطلق باسمي نحو غايته التي يرى أنها في صالحي ويضيء بفكرته عني كل مكان ويُلبِس مطالبي قناعاته فتظهر للآخرين أنها قناعاتي ولستُ في شيءٍ منها.
rorozahrani123@gmail.com
يشكل المرء منا بكل ما يحويه من مبادئ، وميول، وسمات، وتوجهات، فرقا شاسعا ومختلفا في سمات أي قضية ينادي بها ويحوّلها لشيءٍ على مرأى من الجميع في كل الأصعدة، وعلى قدر نزاهة المرء ونُبله تكون القضية، بصرف النظر عن فحوى القضية، وإن كان فحواها نقيًا وَخالصًا.
في الآونة الأخيرة، أصبحت المنصات الافتراضية، منابر للقضايا والثورات، وأضحى أي كان، صاحب قضية، والمشاركة باتت ممكنة من الجميع بكل أريحية وَسلاسة، للحد الذي يمكن أن نعتبره إيجابيًا بشكل محدود ولكن باشتراطات معينة، بدونها يكون الوضع سيئا جدا وملوثا، كل قضية تتصعّد لتحظى باهتمام عالي الصيت والصورة، فتصبح قضية رأي عام عربي وأجنبي أحيانًا، عوضًا عن مجرد مشكلة مجتمعية أو فردية، وهذا الأمر محمود لحدٍ ما، ولكن له تبعاته غير المحمودة أحيانًا، وليست هذه الزاوية التي أريد التطرق لها، إنما الكيفية التي تُدار بها هذه القضايا من قِبل الشخوص، وفِكر هذه الشخوص بعيدا عن القضية، من مدة ليست قصيرة، والقضايا تتكاثر ومطالب المجتمع تتنامى، وكلما ظهرت قضية على السطح، ظهرت معها الفِرَقْ، بحيث يصبح المجتمع حزبين نقيضين في الرأي والتوجهات، مما يجعل أصحاب القضية الأساسيين والمستحقين للنظر في أمرهم، مُغيبين تماما، وتتوارى مشاهد احتياجاتهم بعيدًا عن المكان، فلا نعد نرى سوى السجال والذي أصنفه من وجهة نظري المحايدة، بأنه سجال مشوه بنوايا مشوهة، أي أنه سجال غير نظيف!
يتغيب الدور الأهم للقضية وفضّ عقدتها وطرح الحلول لها، ويتضخم ما يُعرَف بالفبركة والمراوغات والانتهازات والانتهاكات، بين فريقين متخالفين بغير رُقي، يسعى كُلٌ منهم لإثبات وجهة نظره التي هي نابعة من توجهاته وميوله وقناعاته فقط، بصرف النظر عن القضية والمحتاجين والفضيلة في مسألة أن يخدم المرء الآخر حتى وإن كان ذلك على حساب ميوله ووجهة نظره! تتم شخصنة القضايا، فيصبح للقضية وجهان، يتقنّعان بالقضية، بَيد أن القضية الحقيقية هُنا هي «ُهم»..
ولو أردنا التخصيص قليلًا في مظاهر هذا السجال، لوجدنا أن القضايا الأخيرة التي تختص بالمرأة بدءا من البطالة، والزواج، والقيادة، والعنف، والفقر.. الخ، يغلب على الفِرق التي تتولى أمرها: الترف! سواءً كانت مع مضمون المطالب والقضية «أو ضد» بشكلٍ نادر نشهد المتضررات بحق في هذه الأماكن، يؤسفني أن المرأة في المجتمع، أضحت قضية لمن لا قضية له ولا مطلب.
يضرني كامرأة أن أكون مِشعلا لمن تستعبده توجهاته فينطلق باسمي نحو غايته التي يرى أنها في صالحي ويضيء بفكرته عني كل مكان ويُلبِس مطالبي قناعاته فتظهر للآخرين أنها قناعاتي ولستُ في شيءٍ منها.
rorozahrani123@gmail.com