لا يخفى على أحد اليوم أن قطر باتت جهازا سياسيا ديبلوماسيا لجماعة الإخوان، فهي تتكلم بلسانهم وتدافع عن أفكارهم وتتكفل بالرعاية والنفقة على أعيانهم، بل تعدى بها الأمر حتى وصل إلى إفرازاتهم من التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وجبهة النصرة وغيرهم، فلطالما كانت قطر توصل رسائل القيادة السياسية لتلك التنظيمات وتبثها عبر قناة الجزيرة بقصد إيصال تلكم الرسائل إلى جمهور أوسع، كما أن دولة قطر الوحيدة التي تفاوض ديبلوماسيا عن جبهة النصرة فباتت لسانهم الناطق ونافذتهم التي يطلون منها على الجماهير ووجههم الديبلوماسي، بنظري لا يستبعد أن تكون القيادة السياسية قد بايعت المرشد أو وكيله القرضاوي فإن المتأمل في البعد السياسي للدولة والجماعة يجدها متطابقة، تنبثق من كيان واحد، فنرى جمودا في فهم الواقع، خصوصا في قضية التقارب مع إيران، رغم جرمها وطائفيتها وتآمرها وتدخلاتها السافرة في بلدان المسلمين، وسعيها الدؤوب في زرع الفتن والقلاقل في أوساطها، وهذا يعكس رسائل «حسن البنا» التي حث بها أتباعه بتوحيد الصف مع الكيانات الرافضية وجف الحبر عندها بعد موته، والتي أثبت الواقع بطلانها، إلا أن حزبية أتباعه أعمت بصائرهم، وكعادة العدو المتربص في الوقيعة بين خصومة متى ما سنحت له الفرصة، نجد إيران تمد يدها إلى قطر، مستغلة الخلاف القائم بينها وبين أشقائها العرب لنتفاجأ بالرد على لسان أميرها: «نريد تعزيز علاقاتنا أكثر مما مضى» وهذا بمثابة صب الزيت على النار، ويبين عدم إدراك قطر لخطئها وإصرارها على ضلالها بقوة، وينبئ عن كارثة قد تجرها قطر عليها وعلى جيرانها، ويبقى السؤال هل ستجلب لنا قطر قبسا آخر من لظى نار المجوس في المستقبل على غرار حزب الله والحوثيين والحشد الشيعي، فاللعب بالنار أمر لا تحمد عقباه مطلقا.
* كاتب يمني
abdulrahman.m.g88@gmail.com
* كاتب يمني
abdulrahman.m.g88@gmail.com