بالأمس القريب، فقدت قبيلة البقوم شخصية عرفت بحب الناس وفعل الخير للجميع وهو خالي خالد بن زابن المرزوقي رحمه الله، بعد معاناة طويلة مع المرض انتهى بإجراء عمليتين لزراعة الكبد واستغرق ذلك عامين تقريباً في مستشفى جونز هوبكنز بالولايات المتحدة الأمريكية، وكان لي شرف مرافقته خلال تلك المدة لتواجدي للدراسة هناك، الأمر الذي كشف لي عن قرب بعض الخصائص والصفات المتأصلة في وجدانه، فقد كان شغوفاً بحب الخير من صداقات وصلات لذوي الأرحام وأعمال خيرية كبناء المساجد وحفر الآبار التي تجاوزت حدود المملكة إلى بعض الدول العربية كالسودان ومصر وغيرهما، كان حريصاً على تبني بعض العائلات التي لجأت إلى دول عربية وغربية بسبب الحروب والنزاعات المسلحه في بلدانها، وهذا طبعاً غيض من فيض من أعماله الإنسانية التي كان يرجو بها الثواب من الله، أما فيما يتعلق بحياته الشخصية، فقد كان متواضعاً للصغير قبل الكبير وللغني والفقير وللمسؤول والعامل العادي، وكان لين الجانب بسيطاً في تعامله، لم تأخذه التجارة والمال إلى سقف مرتفع يفصله عن مجتمعه، بل زادته تواضعاً وحباً لفعل الخير في السر والخفاء، اتصف بالصبر والجلد، ورغم قسوة المرض عليه إلا أنه كان كثير الحمد والشكر لله، رحم الله والدي خالد بن زابن المرزوقي رحمة الأبرار وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان وعزائي في فقده أنه أنجب أبناء صالحين أسأل الله العظيم أن يوفقهم ويصلح شأنهم جميعا.