تطالعنا وسائل الإعلام المختلفة كل يوم بقائمة طويلة لا نهاية لها، من الأخبار الصحفية ذات العناوين الرنانة، التي تشد انتباه عامة الشعوب والبسطاء من الناس نحو دراسات وهمية لا أصل لها، وذلك إما لتسويق منتجات اقتصادية أصابها الكساد، أو تمرير رسائل عبثية لإشغال الأمم والشعوب عن أمور الحياة اليومية؛ إذ تفتقد تلك الدراسات «الوهمية» لأدنى معايير الحقيقة والموضوعية، وفاقدة للمصداقية العلمية التي قامت من أجلها البحوث والمختبرات الجامعية. وتبدأ تلك الأخبار بعبارات تشد الانتباه وترغم متلقي المادة الخبرية بالتركيز وتناول المعلومات العلمية التي يتضمنها الخبر بكل ما جاء فيه دون تعليل، أو مجرد تفنيد لمصداقيتها، ولعل الكثير من الناس من يعزز لتلك الأخبار ويساهم في نشرها بكل بساطة وسذاجة حيث اعتدنا على سماع، «أثبت علماء» ولا نعرف من هم هؤلاء العلماء، أو من أي بلد على أقل تقدير وكذلك عبارة «أكدت دراسات علمية» ولا نعلم مصدر تلك الدراسات أو القائمين عليها، وكذلك «تناقلت وسائل الإعلام الغربية» دون تحديد للدولة الغربية التي تناقلت تلك المعلومة، وفي عالمنا العربي المعاصر كثر مصطلح «قال نشطاء أو ناشطون» وتأتي تلك العبارة عادة في إرهاصات تحركات شعبية مناوئية للحكومات تثيرها قنوات البلبلة وإثارة الفتـن بين الأمم والشعوب من أجل شق عصا الطاعة وتأجيج الناس وتظليلهم، والمقصد من تلك المصطلحات والاستدلالات إنما هي لخداع السذّج يوردونها في مستهل الخبر، ثم يكذبون كما يريدون، ويمررون رسالتهم دون إسنادها لمصدر مسؤول يؤخذ منه الخبر على حقيقته، فالمواطن الحقيقي وفي خضم الأحداث التي تعيشها أمتنا، عليه أن يلتف حول قيادته ولا يسمح لكائن من كان أن يخترق صف الوطن، ويسعى لإثارة البلبلة فيه.
makarembatterjee@yahoo.com
makarembatterjee@yahoo.com