ما دخل النظام في قطاع ما إلا زانه، وما غاب عنه إلا شانه وطغت عليه الفوضى والعشوائية، نتفق ونؤيد بقوة النظام المروري، وحرصه على تنظيم حركة السير، ولولاه لتزايدت نسبة الحوادث، واستمرت الدماء تنزف بغزارة في الطرق، إلا أننا لمسنا أخيرا، شكاوى البعض من تزايد إصدار القسائم المرورية، خصوصا عبر نظام باشر، وبات الغالبية يفاجأون برسائل نصية تصلهم عبر الجوال، لمخالفة ربط الحزام أو الوقوف الخاطئ، وهذه الأخيرة، تثير كثيرا من الجدل، خصوصا أن شوارعنا للأسف تفتقد للمواقف، لاسيما في الأحياء الشعبية، ويروي لي أحد الزملاء، أنه أوقف مركبته أمام أحد المتاجر في حيهم الشعبي، الذي يفتقد للمواقف، ولم يستغرق تبضعه سوى خمس دقائق، وحين عودته فوجئ برجل المرور يصور مركبته ولم تمضِ سوى نصف ساعة حتى وصلته رسالة بغرامة 100 ريال لوقوف المركبة في أماكن غير مخصصة للوقوف، وحين راجع إدارة المرور، اكتشف أن عليه غرامة أخرى بـ150 ريالا لعدم ربط حزام الأمان، رغم أنه لم تصله رسالة توضح ارتكابه المخالفة، ولو لم يراجع زميلي إدارة المرور، لتضاعفت عليه تلك الغرامة، دون أن يدري، وللأسف عدم توافر مواقف كافية في جدة، أجبر كثيرا من السائقين على الوقوف وبطريقة مخالفة على الكتف الأيسر، غير عابئين بالخطر الذي يسببونه للآخرين، وفي الأخير نؤيد وبقوة تطبيق أنظمة المرور، لحرصها على حماية العابرين من الحوادث، إلا أنه يجب إعادة النظر في مخالفة الوقوف الخاطئ، لاسيما أن شوارعنا تفتقد للمواقف الكافية، ونطالب أمانة جدة بالاضطلاع بدورها كما يجب، حيال اشتراط وجود مواقف كافية للمحلات التجارية من مطاعم وأسواق وغيرها قبل منحها ترخيص مزاولة النشاط.