فواز
فواز
-A +A
فواز أبو صباع alfaresksa2010@
يعتقد البعض أن الإدارة الناجحة هي حالة الانصياع الكامل من المرؤوسين لمديريهم، وفي محاولة السيطرة على أمور الموظفين يقع المديرون في أخطاء جوهرية بسبب الخلط بين مسؤوليات عملهم واعتقاداتهم أو أهوائهم الشخصية، فنجد نماذج مؤسفة من المدير المستبد، من يعتبر أن الموظف درجة أقل في المرتبة، وأنه لن يكون مديرا إلا إذا نهر موظفيه باستمرار ويعاقبه على كل خطأ، وتجده في الوقت ذاته يحابي ويجامل أحدهم.

أولئك المسؤولون لم يدركوا أن الموظف هو أساس نجاح المؤسسة، ولم يعرفوا كيفية إدارة فريق عمل مبدع، فالقائد الفطن يجتذب الموهوبين ويكوّن فريقاً متعاوناً ويحترم ويقدّر جهود موظفيه، ويعمل على تشجيعهم للتألق والإبداع.


وآن الأوان لتغيير المفاهيم القديمة للقيادة وإحلالها بمفاهيم جديدة تواكب التطورات الفكرية التي تشهدها المملكة، وتساهم في تحقيق رؤية 2030.

لذا على القادة أن يدركوا المفاهيم الصحيحة التي تحقق إدارة ناجحة لموظفين ناجحين، قيادة يمكن أن تحقق مفهوم السيطرة الإيجابية إلى جانب النجاح في مناخ يسوده الوئام والمودة التي أوصانا بها النبي صلى الله عليه وسلم.

دعونا نعرف أولا معنى مصطلح «نطاق السيطرة»، فإنه يعني خضوع الموظفين لإشراف المديرين والمشرفين بشكل مباشر، وتكون مهمة القائد المتمثلة بزيادة وعي الموظفين والتأثير عليهم إيجابياً، وليس إخضاعهم والسيطرة عليهم سلبا، لأن تحقيق النجاح لا يتم بالإخضاع، بل بالتعاون، وبذا لا يفترض بالقائد أن يكون إنساناً مسيطراً ومتسلطاً، بل يجب أن يكون شخصاً ملهماً.

يقع كثير من المديرين في فخ النهج العدواني المتمثل بالتنفيذ الحرفي للنظم والقواعد بغية السيطرة على موظفيهم، وتحقيق النجاح حسب تصورهم الخاص، وكثيرا ما يؤدي هذا التعنت إلى إغلاق أبواب الحوار والتفاهم ويربك آلية العمل.