يعتز الفرد الياباني بثقافته ومجتمعه المحافظ، فهو يتميز بالأدب الجم واحترام الآخر والإخلاص في العمل، وفي نفس الوقت استطاع أن يتقدم الشعوب في إنتاج التكنولوجيا المتطورة عندما بدأ في الانفتاح على العالم المتقدم بعد تاريخ طويل من العزلة، خصوصا بعد صدمة القنابل النووية التي أدرك بعدها أن السير في طريق التقدم العلمي هو الخيار الوحيد لإنقاذ نفسه وتحقيق الكرامة الوطنية، كما يعتز الشعب الياباني بلغته حتى أنه يعتبر من أقل الشعوب إجادة للغة الإنجليزية أو غيرها دون أن يحس بالدونية أو التخلف.
وفي مجتمعنا العربي الذي يرتكز على منظومة قيم غالبا قوامها الدين والأخلاق، يجد نفسه في خضم رياح حداثية تهب من مجتمعات بعيدة تدين في تطورها للفلسفة أكثر مما تدين للعقائد وترتكز اقتصادياتها على منصات إطلاق التكنولوجيا الحديثة، ما يجعل مجتمعنا يتأرجح بين الانبهار والإحساس بالدونية إلى الرفض والارتداد الفكري الرافض مخافة ضياع الكينونة والطابع القومي، هنا يتحتم على أصحاب الإدارة والرأي والفكر أن يأخذوا بيد العامة نحو عقلانية التعامل مع كل مستجد على جميع المستويات، حتى يصبح قادراً على المواجهة والتقدم ويوجه بوصلته نحو فهم الواقع ويصبح جديرا بتبليغ رسالته في الأرض التي يأمره بها الدين الحنيف.
إن الواقع يزداد شراسة فالقوة أصبحت في صف من ينتج الغذاء والدواء والسلاح، والثقافة يتم فرضها من قبل من ينتج الآلة، كما أن السياسة أصبحت تدور في فلك الاقتصاد القوي حتى أصبح العالم قرية صغيرة بفضل فكر فلسفي اقتصادي وهو «العولمة» فرضه الغرب على العالم ولم يعد أحد يستطيع أن يختبئ داخل «جيتو» ثقافي دون أن يتعرض لعواصف الواقع المحيرة التي تهب من عالم متقدم لا يرحم يملك أدوات السيطرة وتمتد هيمنته على جميع مجالات العلم والإنتاج، فلم يعد يليق بالإنسان الذي جعله الله خليفة في الأرض أن يتجمد عند التغني بأمجاد الماضي ومنجزاته بينما العالم من حوله يقفز قفزات واسعة نحو المستقبل ومع كل قفزة يصبح مأزقنا أكبر، فنفقد الثقة في أنفسنا، ونفقد أيضا الأدوات التي تمكننا من اللحاق بركب العصر، فلكل عصر أدواته وآلياته وفن التعامل معه والحكمة تفرض علينا ألا ندفن رؤوسنا في الرمال مثل النعام، بل نفتح أعيننا لنرصد ونحلل ونضع الخطط ونهيئ المجتمع لتلقي منجزات العلوم والثقافة، وأن نبني وعي الفرد بما يؤهله للاختيار بين الغث والثمين وأن يكون أكثر مرونة في تلقي العلوم والثقافات الجديدة، بما لا يخالف دينه وتقاليده، وأن يعلم أن خيريته على غيره من الشعوب في حاجة إلى علم وعمل جادين، حتى تكون يده هي العليا فيستطيع بذلك أن ينشر ثقافته التي بدورها تنشر شريعة الإسلام التي جعلها الله رحمة للعالمين.
sauod_r_r@hotmail.com
وفي مجتمعنا العربي الذي يرتكز على منظومة قيم غالبا قوامها الدين والأخلاق، يجد نفسه في خضم رياح حداثية تهب من مجتمعات بعيدة تدين في تطورها للفلسفة أكثر مما تدين للعقائد وترتكز اقتصادياتها على منصات إطلاق التكنولوجيا الحديثة، ما يجعل مجتمعنا يتأرجح بين الانبهار والإحساس بالدونية إلى الرفض والارتداد الفكري الرافض مخافة ضياع الكينونة والطابع القومي، هنا يتحتم على أصحاب الإدارة والرأي والفكر أن يأخذوا بيد العامة نحو عقلانية التعامل مع كل مستجد على جميع المستويات، حتى يصبح قادراً على المواجهة والتقدم ويوجه بوصلته نحو فهم الواقع ويصبح جديرا بتبليغ رسالته في الأرض التي يأمره بها الدين الحنيف.
إن الواقع يزداد شراسة فالقوة أصبحت في صف من ينتج الغذاء والدواء والسلاح، والثقافة يتم فرضها من قبل من ينتج الآلة، كما أن السياسة أصبحت تدور في فلك الاقتصاد القوي حتى أصبح العالم قرية صغيرة بفضل فكر فلسفي اقتصادي وهو «العولمة» فرضه الغرب على العالم ولم يعد أحد يستطيع أن يختبئ داخل «جيتو» ثقافي دون أن يتعرض لعواصف الواقع المحيرة التي تهب من عالم متقدم لا يرحم يملك أدوات السيطرة وتمتد هيمنته على جميع مجالات العلم والإنتاج، فلم يعد يليق بالإنسان الذي جعله الله خليفة في الأرض أن يتجمد عند التغني بأمجاد الماضي ومنجزاته بينما العالم من حوله يقفز قفزات واسعة نحو المستقبل ومع كل قفزة يصبح مأزقنا أكبر، فنفقد الثقة في أنفسنا، ونفقد أيضا الأدوات التي تمكننا من اللحاق بركب العصر، فلكل عصر أدواته وآلياته وفن التعامل معه والحكمة تفرض علينا ألا ندفن رؤوسنا في الرمال مثل النعام، بل نفتح أعيننا لنرصد ونحلل ونضع الخطط ونهيئ المجتمع لتلقي منجزات العلوم والثقافة، وأن نبني وعي الفرد بما يؤهله للاختيار بين الغث والثمين وأن يكون أكثر مرونة في تلقي العلوم والثقافات الجديدة، بما لا يخالف دينه وتقاليده، وأن يعلم أن خيريته على غيره من الشعوب في حاجة إلى علم وعمل جادين، حتى تكون يده هي العليا فيستطيع بذلك أن ينشر ثقافته التي بدورها تنشر شريعة الإسلام التي جعلها الله رحمة للعالمين.
sauod_r_r@hotmail.com