بعد أن اكتظَّ المكان بزبائن، وفيما كان الجميع ينتظر إنهاءَ طلبِه من قِبَل بائع «الحراق والبارد»، قررتُ أنا وثلة من الأصدقاء العدولَ عن فكرة تناوُل الطعام خارجَ المحلِّ، ولم أكُن أعلم أنَّ قراري هذا سيجعلني أحضرُ موقفًا مثيرًا يتعلَّق بموضوع بالغ الأهمية؛ إذ إنه في لحظة تناوُل البروستد سمعتُ همهماتٍ واضحة إلى حدٍّ كبير؛ حيث كانت صادرةً من مقعدٍ خلفنا...
كان شابان بادٍ على محياهما التَّرف وفورة المراهقة، كانا يتحدثان عن إحدى مبارياتِ كرة القدم، والأندية، وفي لحظة بدأ الحديث يتعرج إلى أنْ وصلا إلى المباهاة؛ كلٌّ منهما بفريقه.
- ناديكم مدللٌ، وعليكم الاكتفاء بأحلام اليقظة؛ لعلَّها تؤدي بكم إلى العالميَّة يا صديقي!
- رجاءً انتقِ عباراتك، أنا لن أردَّ على هذا الكلام المضحك؛ فالجميعُ يعي تمامًا مكانة نادينا، ولسنا مثلكم نبحثُ عن العالمية بترشُّح... دعْنا نتناول الطعامَ بسلام، وإيَّاكَ أنْ تقول المزيد؛ فقد أفشلُ في مسك زِمام انفعالي!
تصاعَد موضوعهما إلى أنْ وصل مرحلة التراشق فيما بينهما بصندوق البروستد، وعلب المشروب الغازي، وبعد محاولة فكِّ النزاع من قِبَلنا بمشاركة بعض الموجودين بالمطعم استوقفتْني العباراتُ المتبادلة بين الشابين، والملاسَنة الموشحة بالجُمَل والعباراتِ غير اللائقة، والتي طالَت أفرادَ أسرتيْهما.
قبل تعليقي على الحدث، سأنقل إلى القراء ردود أفعال الحاضرين أمام مشاهِد العراك الناتج عن التعصب بين فئة المراهقين والذي دار بالمطعم؛ والذي كان أشبه بفيلم يُعرَض من خلال شاشة عرْض عملاقة؛ فمِن الحضور مَن اكتفوا بتصوير الحدث كي يحظوا باستمالة عددٍ أكبر من متابعيهم من خلال منصة (سناب شات)، بينما تصرَّف آخرون بإيجابية فحاولوا نصحهما بالتوقف عن هذا السلوك المَعيب، وأخيرًا، كانت هناك الفئة التي اكتفَت بالمشاهدة من بعيد.
لوهلة، شعرتُ كما لو أنَّ لاعبي نادي النصر أحد أفراد عائلة الشاب الأول، بينما لاعبو الهلال أحد أفراد عائلة الشاب الثاني!.. كم أشفقُ على هذا الجيل من المراهقين، بل والناضجين أيضًا، حين تغلي الدماء بعروقهم فورَ إعلان نتائج المباريات؛ فمنهم مَن يكسر شاشة التلفاز، ومنهم مَن يبكي لأجل لاعبٍ، ومنهم أيضًا مَن يمارس البذخ المفرط حيال فوز فريقه.
متى يدرك هؤلاء المتعصبون للكرة أنَّ لاعبي الأندية الكروية لن ينقصَ من رواتبهم ومكافآتهم شيءٌ، وأنهم لن يشعروا بدموعهم ولا حتى بهم أبدًا.
كان شابان بادٍ على محياهما التَّرف وفورة المراهقة، كانا يتحدثان عن إحدى مبارياتِ كرة القدم، والأندية، وفي لحظة بدأ الحديث يتعرج إلى أنْ وصلا إلى المباهاة؛ كلٌّ منهما بفريقه.
- ناديكم مدللٌ، وعليكم الاكتفاء بأحلام اليقظة؛ لعلَّها تؤدي بكم إلى العالميَّة يا صديقي!
- رجاءً انتقِ عباراتك، أنا لن أردَّ على هذا الكلام المضحك؛ فالجميعُ يعي تمامًا مكانة نادينا، ولسنا مثلكم نبحثُ عن العالمية بترشُّح... دعْنا نتناول الطعامَ بسلام، وإيَّاكَ أنْ تقول المزيد؛ فقد أفشلُ في مسك زِمام انفعالي!
تصاعَد موضوعهما إلى أنْ وصل مرحلة التراشق فيما بينهما بصندوق البروستد، وعلب المشروب الغازي، وبعد محاولة فكِّ النزاع من قِبَلنا بمشاركة بعض الموجودين بالمطعم استوقفتْني العباراتُ المتبادلة بين الشابين، والملاسَنة الموشحة بالجُمَل والعباراتِ غير اللائقة، والتي طالَت أفرادَ أسرتيْهما.
قبل تعليقي على الحدث، سأنقل إلى القراء ردود أفعال الحاضرين أمام مشاهِد العراك الناتج عن التعصب بين فئة المراهقين والذي دار بالمطعم؛ والذي كان أشبه بفيلم يُعرَض من خلال شاشة عرْض عملاقة؛ فمِن الحضور مَن اكتفوا بتصوير الحدث كي يحظوا باستمالة عددٍ أكبر من متابعيهم من خلال منصة (سناب شات)، بينما تصرَّف آخرون بإيجابية فحاولوا نصحهما بالتوقف عن هذا السلوك المَعيب، وأخيرًا، كانت هناك الفئة التي اكتفَت بالمشاهدة من بعيد.
لوهلة، شعرتُ كما لو أنَّ لاعبي نادي النصر أحد أفراد عائلة الشاب الأول، بينما لاعبو الهلال أحد أفراد عائلة الشاب الثاني!.. كم أشفقُ على هذا الجيل من المراهقين، بل والناضجين أيضًا، حين تغلي الدماء بعروقهم فورَ إعلان نتائج المباريات؛ فمنهم مَن يكسر شاشة التلفاز، ومنهم مَن يبكي لأجل لاعبٍ، ومنهم أيضًا مَن يمارس البذخ المفرط حيال فوز فريقه.
متى يدرك هؤلاء المتعصبون للكرة أنَّ لاعبي الأندية الكروية لن ينقصَ من رواتبهم ومكافآتهم شيءٌ، وأنهم لن يشعروا بدموعهم ولا حتى بهم أبدًا.