-A +A
د. ضمنا الزهراني *
سعت رؤية المملكة ٢٠٣٠ إلى التكاملية في المجالات كافة، ومن بينها تحقيق الاستدامة البيئية التي تعتبر من الأمور الضرورية للحفاظ على التوازن البيئي، لكن للأسف الشديد ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي للحريق الذي اشتعل في مرمى النفايات بمنطقة الباحة قبل أيام ومشاهدة الغازات السامة التي تخرج من إطارات السيارات المحترقة، دليل على أن هناك حلقة مفقودة بين أهداف الرؤية وأمانة المنطقة!، فالتلوث الذي يصيب التربة والمياه والهواء يؤثر سلبا على بيئة المنطقة، حيث لا توجد إحصاءات عن حجم الضرر الذي يصيب الإنسان والحيوان والنبات بوجه عام في المواقع القريبة من مرمى النفايات، لهذا فإنه لا يمكن التنبؤ بحجم الكارثة التي ستحل بالمنطقة إذا استمر الأمر كذلك، خصوصا مع عدم وجود محطات رصد جودة الهواء والماء والتربة، ومن الأنسب تخلص أمانة المنطقة من النفايات بطرق حديثة لا تضر بالبيئة، كما أنه من الصعب أن نستوعب أننا عاجزون عن معالجة هذه المشكلة مع تقدم العلم والتكنولوجيا في مجال إعادة التدوير، فمن بين التجارب التي اطلعت عليها خلال مشاركتي في مؤتمر البيئة والاستدامة الدولي عام ٢٠١٣ بمدينة بورتو البرتغالية تجربة الدكتورة مي آرتش من جامعة بوينس آيرس التي استعرضت في ورقتها العلمية الإنجازات التي حققتها مع طلابها في مشروع الاستدامة في مجال إطارات السيارات المستعملة أو التالفة وبأقل التكاليف. وكانت عبارة عن إعادة تدوير الإطارات المستعملة للاستفادة منها باستخدامها مرة أخرى كأحد العناصر الأساسية في بناء مجمع سكني مكون من عدة وحدات، كل وحدة مكونة من غرفة واحدة بمنافعها، وقد تم الانتهاء من ١٠ وحدات، وتسعى خلال السنوات العشر القادمة من تدريس هذه المادة إلى بناء ٥٠ وحدة. وذكرت أنها استخدمت الإطارات التي يستغني عنها سكان العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس في مشروعها المدعوم من بلدية المدينة، ولم تترك الدكتورة آرتش شيئا إلا وفصلته للحضور، فطاولات الطعام، ومقاعد الحديقة، ومراكن الزرع، والأرصفة، وألعاب الأطفال في هذا المجمع صممت من تلك الإطارات. وزاد إعجابي بالفكرة عندما عرضت علينا بعض الصور التي تبين جديتها في العمل بالرغم من أنها لم تخف قلقها من عدم إكمال المشروع في حال توقف دعم بلدية المدينة والشركات التي تساهم في مشاريع الاستدامة. ربما تستطيع أمانة الباحة اقتباس هذه الفكرة أو غيرها لصنع التغيير، فلن يكون من الصعب الاستفادة من الإطارات التي اشتعلت فيها النيران قبل عدة أيام، وإمكانية تزيين شوارع المدينة بتلك الإطارات.

* باحثة في القانون البيئي


DAMNAZ@hotmail.com