ما سر الفرحة القطرية العارمة التي تناثرت عبر وسائل إعلامهم عقب إطلاق صواريخ الحوثيين السبعة البائسة نحو الرياض وخميس مشيط ونجران وجازان، التي تصدى لها الدفاع الجوي السعودي بنجاح؟
لم تخف قناة الجزيرة وغيرها من القنوات القطرية ـ الإخوانية علامات الفرح طوال الأيام الماضية، تبنت عبر منصاتها المختلفة وجهة نظر ميليشيات الحوثي، وخصصت برامجها لواحد من بائعي الوهم في التنظيم البائس، بالتزامن مع إعلان الرياض عن تفاصيل العملية الخسيسة وكشف فضائح وأسرار الأسلحة الإيرانية التي يجري تهريبها إلى اليمن في جنح الظلام.
لا يبدو الأمر غريباً أو جديداً على العارفين بالعلاقة السرية المتينة التي تربط «نظام الحمدين» القطري مع الحوثيين والتي يصل عمرها إلى ما يقارب عقدين من الزمن، فقد ولدت هذه العلاقة في مطلع الألفية الجديدة، وبالتحديد قبل 18 عاماً، في أعقاب اتفاقية ترسيم الحدود بين السعودية واليمن، إذ بدأ وقتها الدعم القطري لحسين بدر الدين الحوثي، الذي قُتل لاحقا، واستمر على مدار 7 سنوات كاملة، حينما استقبلت صعدة معقل الحوثيين وفداً من المخابرات القطرية عام 2007 تحت غطاء الوساطة مع الحكومة اليمنية التي كانت تخوض حربا ضد هذه الميليشيات وقتها، ليكتشف الجميع فيما بعد أن الهدف القطري كان الوقوف بجانب الحوثيين ومنحهم الفرصة لإعادة ترتيب صفوفهم بالتنسيق مع إيران وحزب الله.
استمر الحبل السري المشبوه يربط بين حكام دويلة قطر وبين الحوثيين على فترات متباعدة، من أجل الإضرار بالمصالح السعودية، ومواصلة الدعم الخفي لأطماع الإيرانيين في المنطقة، ودفع الحمدان بأموالهما وإعلامهما لإفشال كل الجهود الساعية إلى تحقيق الهدوء والسكينة على الحدود بين المملكة واليمن، رغم المبادرة الخليجية التي اتفق عليها الكثيرون عام 2011.
وعندما دخلت قطر في تحالف دعم الشرعية كانت تخفي تحت عباءتها خنجرا من الغدر والخيانة تنسجم مع أفعالها القبيحة على مدار سنوات طويلة، وظلت تلعب دورا مشبوهاً قد تكشفه الأيام المقبلة بشكل أوضح، والغريب أن الخطاب المعلن للقيادة القطرية كان داعماً للشرعية في اليمن رغم ما يحاك في الغرف المغلقة، قبل أن يتبدل الحال تماماً في عام 2017 إلى حرب إعلامية علنية ضد دول التحالف «أصدقاء الأمس».
تحول الإعلام القطري في الداخل والخارج ـ سواء الصادر من الدوحة، أو الذي يبث سمومه من تركيا ـ إلى منصة معلنة لميليشيات الحوثيين، مثلما كان قبل سنوات ليست بعيدة المنصة الرسمية لأسامة بن لادن وتنظيم القاعدة، وكان الناقل الحصري لكل أخباره وبياناته، وهو مشهد هزلي لم يجد أحد تفسيراً له حتى الآن، ويستمر المشهد أكثر مأساوية بالنسبة للقنوات الإخوانية، وعلى رأسها إحدى القنوات القبيحة لتنظيم الإخوان التي خصصت كل برامجها للتصريح
ليل نهار ضد السعودية ومصر.. ولعل ذلك أيضاً قد يدعونا للربط بين حادثة تفجير الإسكندرية الذي وقع قبل أقل من 48 ساعة من إطلاق الصواريخ الحوثية البائسة.
لاشك أن الأدلة الدامغة التي عرضها التحالف العربي لدعم الشرعية حول تهريب إيران صواريخ لميليشيات الحوثي، دليل قوي على الدور القطري المشبوه، سواء في الدعم المالي للحوثيين أو المساهمة في إيصالها إلى اليمن، وهو ما يفسر حالة الفرح التي لم ينجح الإعلام القطري في إخفائها، لكنهم فيما يبدو تناسوا أن سياسة الحزم والعزم التي تتبعها السعودية في الوقت الحالي لن تغفر لهم أفعالهم الصبيانية.. وسيكون الحساب عسيرا، سواء لهم أو للإيرانيين الذين يحركونهم من خلف الستار..!
ahmed.s.g696@gmail.com
لم تخف قناة الجزيرة وغيرها من القنوات القطرية ـ الإخوانية علامات الفرح طوال الأيام الماضية، تبنت عبر منصاتها المختلفة وجهة نظر ميليشيات الحوثي، وخصصت برامجها لواحد من بائعي الوهم في التنظيم البائس، بالتزامن مع إعلان الرياض عن تفاصيل العملية الخسيسة وكشف فضائح وأسرار الأسلحة الإيرانية التي يجري تهريبها إلى اليمن في جنح الظلام.
لا يبدو الأمر غريباً أو جديداً على العارفين بالعلاقة السرية المتينة التي تربط «نظام الحمدين» القطري مع الحوثيين والتي يصل عمرها إلى ما يقارب عقدين من الزمن، فقد ولدت هذه العلاقة في مطلع الألفية الجديدة، وبالتحديد قبل 18 عاماً، في أعقاب اتفاقية ترسيم الحدود بين السعودية واليمن، إذ بدأ وقتها الدعم القطري لحسين بدر الدين الحوثي، الذي قُتل لاحقا، واستمر على مدار 7 سنوات كاملة، حينما استقبلت صعدة معقل الحوثيين وفداً من المخابرات القطرية عام 2007 تحت غطاء الوساطة مع الحكومة اليمنية التي كانت تخوض حربا ضد هذه الميليشيات وقتها، ليكتشف الجميع فيما بعد أن الهدف القطري كان الوقوف بجانب الحوثيين ومنحهم الفرصة لإعادة ترتيب صفوفهم بالتنسيق مع إيران وحزب الله.
استمر الحبل السري المشبوه يربط بين حكام دويلة قطر وبين الحوثيين على فترات متباعدة، من أجل الإضرار بالمصالح السعودية، ومواصلة الدعم الخفي لأطماع الإيرانيين في المنطقة، ودفع الحمدان بأموالهما وإعلامهما لإفشال كل الجهود الساعية إلى تحقيق الهدوء والسكينة على الحدود بين المملكة واليمن، رغم المبادرة الخليجية التي اتفق عليها الكثيرون عام 2011.
وعندما دخلت قطر في تحالف دعم الشرعية كانت تخفي تحت عباءتها خنجرا من الغدر والخيانة تنسجم مع أفعالها القبيحة على مدار سنوات طويلة، وظلت تلعب دورا مشبوهاً قد تكشفه الأيام المقبلة بشكل أوضح، والغريب أن الخطاب المعلن للقيادة القطرية كان داعماً للشرعية في اليمن رغم ما يحاك في الغرف المغلقة، قبل أن يتبدل الحال تماماً في عام 2017 إلى حرب إعلامية علنية ضد دول التحالف «أصدقاء الأمس».
تحول الإعلام القطري في الداخل والخارج ـ سواء الصادر من الدوحة، أو الذي يبث سمومه من تركيا ـ إلى منصة معلنة لميليشيات الحوثيين، مثلما كان قبل سنوات ليست بعيدة المنصة الرسمية لأسامة بن لادن وتنظيم القاعدة، وكان الناقل الحصري لكل أخباره وبياناته، وهو مشهد هزلي لم يجد أحد تفسيراً له حتى الآن، ويستمر المشهد أكثر مأساوية بالنسبة للقنوات الإخوانية، وعلى رأسها إحدى القنوات القبيحة لتنظيم الإخوان التي خصصت كل برامجها للتصريح
ليل نهار ضد السعودية ومصر.. ولعل ذلك أيضاً قد يدعونا للربط بين حادثة تفجير الإسكندرية الذي وقع قبل أقل من 48 ساعة من إطلاق الصواريخ الحوثية البائسة.
لاشك أن الأدلة الدامغة التي عرضها التحالف العربي لدعم الشرعية حول تهريب إيران صواريخ لميليشيات الحوثي، دليل قوي على الدور القطري المشبوه، سواء في الدعم المالي للحوثيين أو المساهمة في إيصالها إلى اليمن، وهو ما يفسر حالة الفرح التي لم ينجح الإعلام القطري في إخفائها، لكنهم فيما يبدو تناسوا أن سياسة الحزم والعزم التي تتبعها السعودية في الوقت الحالي لن تغفر لهم أفعالهم الصبيانية.. وسيكون الحساب عسيرا، سواء لهم أو للإيرانيين الذين يحركونهم من خلف الستار..!
ahmed.s.g696@gmail.com