-A +A
نوف الاسمري
الإعلام مهنة راقية، ذات أبعاد إنسانية يتحلى بها المهني والخبير في هذا الجانب ويفتقدها الدخيل عليها، شاهد كثيرون ما حصل في قناة بداية من إخبار مذيع لمتسابق بوفاة والده أمام ملايين البشر، لترصد ردة فعله، وهو أسلوب وسلوك مستغرب جدا، استثار المتابعين فتهافتت أصوات وردود أفعال وسائل التواصل الاجتماعية بغضب واستهجان، فكيف لمذيع أن يخلع ثوب الإنسانية ويتعرى أمام العالم، ثم يعود ليعتذر بأنه صدم من الخبر.

حسن الظن أمر ومطلب يتوجب أن يكون فيها صاحب المهنة إنساناً ومؤدياً الرسالة شخصا لديه الأدوات اللازمة لإدارة عمله، وتوظيف مهماته، فهناك مواقف لا مجال في إحسان الظن فيها؛ لأن صورتها شديدة الوضوح وتتجاوز الشكوك والشبهات.


نعلم أن القضاء والقدر أمر لا نقاش فيه، ولكن المشكلة في كيفية إيصال أخبار الوفاة إلى مسامع الأقارب، والتي يعجز عنها أناس خارج الشاشات وفي خضم الحياة.

كان من الأجدر أن يخبر بوفاة والده بعيدا عن أعين البشر، ودون أن تظهر الصورة المسيئة بهذه الطريقة التي تجعل مبادئ الإعلام في غياب تام، وأن يكون مذيع الفقرة في تجاهل وتغافل لمشاعر الآخرين في ظل أن القناة ذاتها قد وقعت في سقطات سابقة، مما يؤكد وجودها في دائرة العمل العشوائي وسوء التنفيذ وبدائية الإعداد ورجعية التقديم.

أتمنى أن يكون الإيقاف درسا للقناة ولغيرها وأيضا منهجية واضحة لإيقاف العبث الإعلامي والمتاجرة بالمهنة والاتجار بالمشاعر.

nouf.1890s@gmail.com