بعد صدور قرار تعيين عصام فؤاد مديراً عاماً لمطار جدة تذكرت أحد اللقاءات مع عدد من الأشخاص في مناسبة ما، فكان هناك سؤال عفوي لـ «أبو أمين» عن ما يمثله مطار جدة له، فأتذكر جيداً إجابته حينما قال «هذه المحطة أعتبرها أمي»، وهذا سر عنوان مقالتي المتواضعة وفي نفس الوقت يؤكد بأن القرار السليم يكمن دوماً بتعيين المسؤول المخلص والوفي لأهم محطة دولية وبوابة جوية للحرمين الشريفين، هو قرار صائب سيشكل بمشيئة الله تعالى تميزاً عالياً في الأداء والتشغيل، وربما تكون إشادتي بعصام فؤاد مجروحة، ويعرفها البعض، ولكن أنا أنظر لمسؤول مخلص أعرفه جواداً نشطاً منذ المطار القديم في جدة؛ إذ يتصف بالأسلوب الراقي في التعامل وسعة الصدر وحب العمل، ونشاط دؤوب ولا أعرف يوماً بأن هذا الشخص ظهر بصورة مختلفة عن ما عرف به من صفات حميدة، تميز من خلالها بخدمة الجميع ويسعد بمساعدة من يهاتفه بأي وقت، دون أن تسمع تذمراً أو استياءً ويعود هذا إلى معدنه النقي، وإلى ولائه وحبه لمحطة عشق الإخلاص لها، وكسب منها حب المجتمع، وشاهد على بناء مراحل التطور فيها، وأكاد أجزم أنه بإذن الله سيرى الجميع تراكم سنوات الخبرة العريقة والتمرس في التعامل مع الأزمات ومتغيرات الظروف والحالات الطارئة، وتعدد ثقافات المسافرين من شتى بقاع العالم، باختلاف فكرهم ومستوياتهم الاجتماعية، فكلها تجسدت منها شخصية رمزية في هذه الصناعة العالمية المهمة، وإذا كان الجميع يراهن على قوة إدارته في التشغيل بحكم منصبه فأنا أراهن على أن قوته تكمن في خلقه الرفيع.