سأبدأ هذا المقال باعتراف خطير.. هذا المقال دافعه الأول هو عقدة النقص.. لا بأس.. الاعتراف سيد الأدلة، وهو خط مستقيم بين نقطتين لا يسمح بالتعرج ويكفيك مؤونة التربص.
الشعور بالنقص حالة إنسانية إما أن تقود إلى شيء من الكمال وترميم العيوب، وإلا فهي حالة شيطانية تدفع إلى الحقد من بوابة الحسد، الأمر المطمئن في حالتي أنني لا أملك قلبا يقوى على الثانية، والمؤسف في حالتي أن لا همة لدي تبلغ بي الحالة الأولى، لذلك لا تجدني أنافس في تويتر لجلب متابعين واخترت الانزواء بعيدا عن إعلام جديد قيمته الأعلى في أعداد المتابعة.
ومن هنا سندخل إلى لب الموضوع لطالما صرت إلى شيء قليل من الهمة لكتابة مقال وصار عندي مخزون من الغضب يكفي لإطلاق هذه الشرارات من اللهب.
في الماضي كان الإعلام الرسمي يضمن المتابعين ولو عبر ما سمي شعبيا بـ«غصب واحد وغصب اثنين»، فكان المحتوى هو التحدي الوحيد لدى صانع الإعلام، لذا تجده إعلاما رصينا حاذقا إلى حد ما، إذ لا ينشغل صانعوه بجذب المتابعين قدر انشغالهم بنيل احترامهم، فكان أن شهدنا ماجد الشبل وجميل سمان وغالب كامل وحامد الغامدي.
في المقلب الآخر، يراد لنا أحيانا أن يظهر إعلامنا الجديد خصوصا في مجال الرياضة جريئا إلى حد غير مقبول عبر الاستثمار في من كثر متابعوهم بدرجة كثرة لغطهم، فعلها كثير من الأندية ولحقها التلفزيون الوطني وتورط بتلميعهم في مرحلة ما تلفزيونات خليجية كسبت بلغطهم متابعين وأكسبتهم جمهورا أيا كان نوعهم، وخسرنا نحن بعضا من احترامنا كمجتمع يملك نخبا علمية وإعلامية لا يمثلها بعض هؤلاء المزايدين.
لماذا يمثل هؤلاء مشكلة؟
ولما نحن كمهنيين غاضبون؟..
الجواب ببساطة: في الإعلام يكمن العدل بأفضل أشكاله كعمل مهني لا يخدم إلا من يخدمه وتشكل الواسطة فيه بوابة عبور لا تضمن النجاح، لأن النجاح في هكذا أعمال يراها الجميع هو ورقة اختبار غير مدسوسة في طاولات معلمين قد يظلمون طلابهم ولا مديري أعمال قد لا يقدرون موظفيهم، لكنها ورقة اختبار يوقع عليها الجميع بدءا برئيس تحرير مهني وانتهاء بمتلق بعيد يقرؤك أو يسمعك أو يشاهدك فيوقع على شهادتك ولو توقيعا بسيطا يشكل في مجموعه رأي الناس فيما يقدمه الإعلامي ووسيلته الإعلامية إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
لذلك فإن الإعلام ما زال أعدل مهنة لجهة درجة احترام الناس؛ لما يبث وما ينشر أو ما نسميه (المحتوى)، غير أن الأمر لم يعد كذلك تماما، فعنصر المتابعة صار لدى كثيرين أهم من المحتوى نفسه، وخلق الإثارة وإعلام الاستفزاز خصوصا في مجال التعصب الرياضي صار له مستثمرون، أما المحتوى فهو مادة التسويق التي لا ترقى لاعتبارها مادة إعلامية بمقاييس المهنة.
يكمن الفرق بين الإعلاميين الآن بلغة الأرقام والرياضيات ليس في القيمة الذاتية للإعلامي كمهني ولكن بحجم القدرة على تسويقه وإن هبط محتواه، بعضهم بمقياس المهنة هو تسعة من عشرة، والبعض الآخر أربعة من عشرة، لكن الأهم بالنسبة للكثيرين هو الرقم المضروب في هذه القيمة، البسطاء منهم والمتكئون منهم على الصحف الورقية المنزوية تضرب قيمة ما يبذلون بعشرة وآخرون يرون أنفسهم أكثر حظا في قنوات تبث يوميا لعشرات ألوف المتابعين، يمكن لك أن تضرب قيمتهم المهنية المتواضعة برقم من مليون ليعطيك رقما ضخما يغري صاحبه بقيمة لا يستحقها.. لهؤلاء أقول: تذكروا أن الرقم الإجمالي لا يعني قيمتكم المهنية، بل يعني قوة الوسيلة الإعلامية وقوتها ليست بذاتها، ولكن بحجم الجمهور المستهدف وغالبيتهم من صغار السن.
الأمر الأخطر في هكذا استثمار أن يتم الترويج لمحتوى إعلامي فاشل بكل المقاييس المهنية والأخلاقية فتكون قوة الوسيلة الإعلامية وبالا عليها لا قوة لها مع حجم الرفض لما تقدمه، وبلغة الرياضيات مرة أخرى هي حصيلة عملية ضرب المليون في صفر مكعب.
الشعور بالنقص حالة إنسانية إما أن تقود إلى شيء من الكمال وترميم العيوب، وإلا فهي حالة شيطانية تدفع إلى الحقد من بوابة الحسد، الأمر المطمئن في حالتي أنني لا أملك قلبا يقوى على الثانية، والمؤسف في حالتي أن لا همة لدي تبلغ بي الحالة الأولى، لذلك لا تجدني أنافس في تويتر لجلب متابعين واخترت الانزواء بعيدا عن إعلام جديد قيمته الأعلى في أعداد المتابعة.
ومن هنا سندخل إلى لب الموضوع لطالما صرت إلى شيء قليل من الهمة لكتابة مقال وصار عندي مخزون من الغضب يكفي لإطلاق هذه الشرارات من اللهب.
في الماضي كان الإعلام الرسمي يضمن المتابعين ولو عبر ما سمي شعبيا بـ«غصب واحد وغصب اثنين»، فكان المحتوى هو التحدي الوحيد لدى صانع الإعلام، لذا تجده إعلاما رصينا حاذقا إلى حد ما، إذ لا ينشغل صانعوه بجذب المتابعين قدر انشغالهم بنيل احترامهم، فكان أن شهدنا ماجد الشبل وجميل سمان وغالب كامل وحامد الغامدي.
في المقلب الآخر، يراد لنا أحيانا أن يظهر إعلامنا الجديد خصوصا في مجال الرياضة جريئا إلى حد غير مقبول عبر الاستثمار في من كثر متابعوهم بدرجة كثرة لغطهم، فعلها كثير من الأندية ولحقها التلفزيون الوطني وتورط بتلميعهم في مرحلة ما تلفزيونات خليجية كسبت بلغطهم متابعين وأكسبتهم جمهورا أيا كان نوعهم، وخسرنا نحن بعضا من احترامنا كمجتمع يملك نخبا علمية وإعلامية لا يمثلها بعض هؤلاء المزايدين.
لماذا يمثل هؤلاء مشكلة؟
ولما نحن كمهنيين غاضبون؟..
الجواب ببساطة: في الإعلام يكمن العدل بأفضل أشكاله كعمل مهني لا يخدم إلا من يخدمه وتشكل الواسطة فيه بوابة عبور لا تضمن النجاح، لأن النجاح في هكذا أعمال يراها الجميع هو ورقة اختبار غير مدسوسة في طاولات معلمين قد يظلمون طلابهم ولا مديري أعمال قد لا يقدرون موظفيهم، لكنها ورقة اختبار يوقع عليها الجميع بدءا برئيس تحرير مهني وانتهاء بمتلق بعيد يقرؤك أو يسمعك أو يشاهدك فيوقع على شهادتك ولو توقيعا بسيطا يشكل في مجموعه رأي الناس فيما يقدمه الإعلامي ووسيلته الإعلامية إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
لذلك فإن الإعلام ما زال أعدل مهنة لجهة درجة احترام الناس؛ لما يبث وما ينشر أو ما نسميه (المحتوى)، غير أن الأمر لم يعد كذلك تماما، فعنصر المتابعة صار لدى كثيرين أهم من المحتوى نفسه، وخلق الإثارة وإعلام الاستفزاز خصوصا في مجال التعصب الرياضي صار له مستثمرون، أما المحتوى فهو مادة التسويق التي لا ترقى لاعتبارها مادة إعلامية بمقاييس المهنة.
يكمن الفرق بين الإعلاميين الآن بلغة الأرقام والرياضيات ليس في القيمة الذاتية للإعلامي كمهني ولكن بحجم القدرة على تسويقه وإن هبط محتواه، بعضهم بمقياس المهنة هو تسعة من عشرة، والبعض الآخر أربعة من عشرة، لكن الأهم بالنسبة للكثيرين هو الرقم المضروب في هذه القيمة، البسطاء منهم والمتكئون منهم على الصحف الورقية المنزوية تضرب قيمة ما يبذلون بعشرة وآخرون يرون أنفسهم أكثر حظا في قنوات تبث يوميا لعشرات ألوف المتابعين، يمكن لك أن تضرب قيمتهم المهنية المتواضعة برقم من مليون ليعطيك رقما ضخما يغري صاحبه بقيمة لا يستحقها.. لهؤلاء أقول: تذكروا أن الرقم الإجمالي لا يعني قيمتكم المهنية، بل يعني قوة الوسيلة الإعلامية وقوتها ليست بذاتها، ولكن بحجم الجمهور المستهدف وغالبيتهم من صغار السن.
الأمر الأخطر في هكذا استثمار أن يتم الترويج لمحتوى إعلامي فاشل بكل المقاييس المهنية والأخلاقية فتكون قوة الوسيلة الإعلامية وبالا عليها لا قوة لها مع حجم الرفض لما تقدمه، وبلغة الرياضيات مرة أخرى هي حصيلة عملية ضرب المليون في صفر مكعب.