-A +A
بسمة إبراهيم السبيت BASMAHes1@
العبادة عمل خاص بين العبد وربه، والاتصال الروحي بالله لا يكون إلا في جو من السكينة والطمأنينة، وبمعزل عن كل مثير يشتت هذا الاتصال العميق، وكيف إذا كان هذا الاتصال في أفضل الشهور شهر رمضان المبارك، الشهر الذي يتقرب فيه الناس إلى ربهم ويتضرعون له علّهم يفوزون بعفوه ورضاه ورحمته، ولكن هذه الروحانية أفسدتها قنوات التواصل التي استطاعت بسحرها العجيب أن تشوش التواصل بين العبد وربه في أقدس اللحظات، ففي كثير من الأحيان تصبح تلك القنوات نقمة على أصحابها وليست نعمة، وربما كانت تدر عليهم الأموال ولكنها أفقدتهم نعمة العيش بسكينة وطمأنينة، نعمة العيش بهدوء بعيداً عن توثيق لحظات حياتهم وواقعهم المسروق.

فمنذ متى والمصلي يحمل هاتفه ويلتقط صورا له سواء في مصلاه أو أثناء دخوله أو خروجه من المسجد ليبث للعالمين «الحمد لله انتهينا من صلاتنا» أو «الحمد لله أنهيت الجزء كذا أو كذا من القرآن»، أو تلك التي تصور جزءا من رداء صلاتها ومصحفها وسبحتها جزاها الله خيرا كي تقول لمتابعاتها الكريمات إنها في حالة روحانية وعبادة وعليهن أن يستغللن فرصة هذا الشهر في التقرب إلى الله عز وجل، أو تلك التي تلتقط الصور لأبنائها وهم يضعون بقايا أطعمة موائدهم الشهية في أوعية للطيور.


كل هذه الأعمال العظيمة التي يقومون بها كم ستكون صادقة لو أشاروا إليها بمقاطع عامة أو صور ومنشورات تحث على العبادة والصدقة في رمضان ولن تعرضهم للرياء في العبادة أو لإساءة ظن الآخرين بهم وتنمرهم عليهم، لأن هذا الفعل يتنافى مع العرف والعادة التي اعتادوا عليها وهي «خصوصية العبادة».

في الختام نأمل من أبطال السناب العظماء أن يتوقفوا عن بث لحظات تعبدهم وتهجدهم وأن يستمتعوا بلذة العبادة بعيدا عن أضواء عدساتهم الساحرة.