تغيرت كثيرا ملامح وسائل الإعلان، عما كانت عليه في الأعوام القليل الماضية، فالتطورات التقنية حول العالم لم تترك قطاعاً، إلا وصنعت به شيئا جديدا، يفوق التخيلات، ليجهزنا لتقبل الأحدث والأسرع والأحسن، فحينما كان الواقع المعزز (إضافة محتوى إلكتروني لواقع حقيقي) والواقع الإفتراضي (محاكاة الواقع بتقنية ثلاثية الأبعاد) مجرد أحلام نراها في أفلام الخيال العلمي، أصبحت الآن جزء من واقعنا اليومي. نرى اليوم كيف عملت شبكات التواصل الاجتماعي سريعا لتهيئة التقنية لاستخداماتها في التواصل، فأصبح الأطفال قبل الكبار بسناب شات يمرحون بتطبيقات الواقع المعزز، وتراهم يصورون أنفسهم ويتعرف عليهم التطبيق ويضيف لصورهم الشخصية الكثير من المؤثرات. ولحق قطاع الإعلان للاستفادة من التطورات التقنية للخروج بالمستهلك، من بيئة يتخبط من خلالها بين الكثير من الرسائل الإعلانية، بطرق تقليدية إلى وسط تقني جديد، يهتم لصناعة محادثة، وتواصل وتجربة متكاملة مع العلامة التجارية لصناعة قيمة مضافة. فمثلا تقنية المنارات الجغرافية (beacons) وهي تقنية تعتمد على التواصل مع الأشخاص عن طريق هواتفهم الذكية، حيث يتم إرسال رسائل لهم كونهم في مجال المنارة المستخدمة للحملة الدعائية، قربت القطاع الإعلاني أكثر للمتلقي. مثال ذلك قد تكون بأحد المطارات وخلال انتظارك لرحلتك يهتز هاتفك المحمول منوها برسالة، تدعوك لشراء هدية لشخص عزيز من متجر الهدايا الذي يقع أمامك مباشرة! فشخصنة الإعلان بهذة الطريقة للمستهلك بما يتناسب مع ميوله واهتماماته وطريقة حياته أدى إلى احترام أكثر من قبل الفئة المستهدفة، لكن للوصول لهذه المرحلة من التواصل هناك حاجة لصياغة الإستراتيجيات المرادة، والتميز باستخدام التقنية بشكل إبداعي. فلن تفي التقنية وحدها ما لم يكن هناك بحث علمي دقيق يدعم القطاع الإعلاني، للتعرف على رغبات الفئة المستهدفة، بشكل يسهل الوصول إليهم بأكثر الطرق فعالية لخلق تجربة فريدة تحثهم للسلوك الشرائي. أخيرا، التقنية خلقت الفرص ولكن الفطنة تكمن بكيفية الانتفاع بها.