جميل ورائع أن تكون الزوجة مخلصة وفية تغرس في أبنائها محبة والدهم ومحبة الإخوة فيما بينهم، ولكن الأدهى والأمر حينما يكون العكس، الأب هداه الله قد يبذر الفتنة في نفوس الأبناء فيما بينهم وبين والدتهم، بيوتنا تحمل بين حناياها أسرارا لا يعلمها إلا الله.
سأسرد لكم قصة فتاة مهذبة عشرينية ناضجة فكريا وعلميا، أحسبها عند الله بارة بوالديها، هاتفتني وهي تبكي بحرقة، تقول رغم أني أحب والدي، إلا أنه ونحن صغار كان كثير الانتقاد لأمي، وينعتها بالمعقدة، بينما كانت هي ترأف بأبي وتزرع حبه في قلوبنا، وهو يمعن في قسوته عليها، ويعزز البغضاء فينا تجاه والدتي، وكنا للأسف ننساق معه، فكنا نتضجر من كلامها ونتذمر من قراراتها، ليس لأي مبرر سوى أن والدي رسخ في أذهاننا صورة سلبية عنها، لدرجة أصبحت وإخوتي لا نطيق الحديث معها، نرفع أصواتنا عليها.
ذات يوم قلت لأمي بعد أن تركها والدي، أتعرفين لماذا نحن إلى الآن نعيش معك؟ فأجابت: لأني أحبكم، فرديت عليها: بل لأننا نخاف الله فيك، أنت زرعتِ فينا أن نحب أبانا وأن نحترمه، أما هو فكان يخالفك الرأي علنا، ويرسم لنا صورة سلبية عنك أخافتنا، أعمت أبصارنا وأضلت عقولنا عن مخافة الله فيك، كان مخالفا لك في التربية التي قدمتها لنا، رافضا كل رأي تسديهِ لنا عن كل نصح، لأجلنا أحببتِ أن نتعلم ونذهب للمدارس، أصبحنا لا نطيق بعضنا ولا نرغب أن نسمعك يا أمي، فكلامك لا يوافقنا، فلولا الله ثم دعاؤك لنا بالصلاح والهداية، لهلكنا ولكرهنا بعضنا أنا وإخوتي ولضللنا الطريق السوي، الآن بفضل الله ثم بفضل دعائك ودعمك وحرصك علينا الحمد لله، كبرنا وأصبح لدينا وعي ونضجت عقولنا وأيقنا ما ينفعنا وما يضرنا وعرفنا قيمتك ومقدارك وفضلك.
انتهت المكالمة ولم ينته صداها في أذني، لقد أوجعني ما قالته الفتاة البريئة النبيلة، واختتمت المكالمة بقولها سامحك الله يا أبي، إني أحبك وأحب أمي وإخوتي، يا الله ما أجمل الحب والدفء العائلي.
وأختم قصتها بقوله تعالى: (وقفوهم إنهم مسؤولون) (24 سورة الصافات).
إيها الآباء إنكم مسؤولون ومحاسبون عن أعمالكم وأقوالكم وأفعالكم وعن تربية أبنائكم فاتقوا الله فيهم وفي أنفسكم.
Eman-s.r@hotmail.com
سأسرد لكم قصة فتاة مهذبة عشرينية ناضجة فكريا وعلميا، أحسبها عند الله بارة بوالديها، هاتفتني وهي تبكي بحرقة، تقول رغم أني أحب والدي، إلا أنه ونحن صغار كان كثير الانتقاد لأمي، وينعتها بالمعقدة، بينما كانت هي ترأف بأبي وتزرع حبه في قلوبنا، وهو يمعن في قسوته عليها، ويعزز البغضاء فينا تجاه والدتي، وكنا للأسف ننساق معه، فكنا نتضجر من كلامها ونتذمر من قراراتها، ليس لأي مبرر سوى أن والدي رسخ في أذهاننا صورة سلبية عنها، لدرجة أصبحت وإخوتي لا نطيق الحديث معها، نرفع أصواتنا عليها.
ذات يوم قلت لأمي بعد أن تركها والدي، أتعرفين لماذا نحن إلى الآن نعيش معك؟ فأجابت: لأني أحبكم، فرديت عليها: بل لأننا نخاف الله فيك، أنت زرعتِ فينا أن نحب أبانا وأن نحترمه، أما هو فكان يخالفك الرأي علنا، ويرسم لنا صورة سلبية عنك أخافتنا، أعمت أبصارنا وأضلت عقولنا عن مخافة الله فيك، كان مخالفا لك في التربية التي قدمتها لنا، رافضا كل رأي تسديهِ لنا عن كل نصح، لأجلنا أحببتِ أن نتعلم ونذهب للمدارس، أصبحنا لا نطيق بعضنا ولا نرغب أن نسمعك يا أمي، فكلامك لا يوافقنا، فلولا الله ثم دعاؤك لنا بالصلاح والهداية، لهلكنا ولكرهنا بعضنا أنا وإخوتي ولضللنا الطريق السوي، الآن بفضل الله ثم بفضل دعائك ودعمك وحرصك علينا الحمد لله، كبرنا وأصبح لدينا وعي ونضجت عقولنا وأيقنا ما ينفعنا وما يضرنا وعرفنا قيمتك ومقدارك وفضلك.
انتهت المكالمة ولم ينته صداها في أذني، لقد أوجعني ما قالته الفتاة البريئة النبيلة، واختتمت المكالمة بقولها سامحك الله يا أبي، إني أحبك وأحب أمي وإخوتي، يا الله ما أجمل الحب والدفء العائلي.
وأختم قصتها بقوله تعالى: (وقفوهم إنهم مسؤولون) (24 سورة الصافات).
إيها الآباء إنكم مسؤولون ومحاسبون عن أعمالكم وأقوالكم وأفعالكم وعن تربية أبنائكم فاتقوا الله فيهم وفي أنفسكم.
Eman-s.r@hotmail.com