حسن سفر
حسن سفر
-A +A
حسن بن محمد سفر - أستاذ السياسة الشرعية، الخبير بمجمع الفقه الإسلامي الدولي dr_hsafar@yahoo.com
تمثل مملكتنا القلب النابض والمكانة الكبيرة للنهج الشرعي والقانوني التطبيقي في عالمنا الإسلامي والدولي، المتمثل في المبادئ والقواعد والسلوكيات والأخلاقيات المتفقة مع منظومة أحكام الشريعة الإسلامية نهجا وتطبيقا، وجاءت رؤية 2030 لتفعيل دورالشفافية والتفاعلات الإيجابية ضد أكوام من الملفات، ومنها ظواهر الفساد المتعدد الاتجاهات والمشارب، فتفاعل الشارع وهب ضدها والتكاتف نحو القضاء عليها محليا ودوليا، ولم تتوقف وسائل الإعلام أفرادا وقانونيين وكذا دولا وهيئات وحكومات بالإشادة بها، وبالإصلاح الديني والسلوكي والمتفق عليه نصا وروحا مع منظومة فقه السياسة الشرعية والأحكام المرعية في أنظمة الدول، وما خط له من وسائل ومنهج وطرق للمكافحة يعد تاجا ينصب في إطار المصالح العامة والأحكام والأنظمة المرعية التي منحت لولي الأمر العمل بها، أخذا من القاعدة الشرعية والقانونية «أينما تمت المصلحة فثم شرع الله»، وهي ما أشارت إليه أدبيات أنظمة الحكم والدولة، وذكرها أعلام الفقهاء والقانونيين في الشرع والقانون كالإمام ابن القيم والطرابلسي وابن فرحون والونشريسي وابن دبوس وغيرهم من الأعلام، كالشيخ دادافندي وابن فودي خلاف والسنهوري الذين أشاروا إلى هذا في أسفارهم القيمة، فالفساد في واقعه وانتشاره في ميادين الحياة العامة والخاصة بتنوعاته وطرقه الملتوية من غش ورشوة وغسل أموال وتزوير وإخفاء للوثائق وطمس معالم الوقفيات، واستغلال الحقوق الشرعية والتستر وراء المركز الوظيفي والثراء الفاحش والتلاعب بالقيم والثوابت الشرعية والقانونية وإهدار أهداف المصلحة العامة وخططها على حساب المصلحة الخاصة والشلل النفعية ومسيرة التنمية وتعويق لكل منطلقات التطورات في صالح الوطن والمواطن، وتفويت مقاصد النماء وإضاعة الجهد، فالمقتضى الشرعي والقانوني، يوجب أمانة دينا وخلقا الإخلاص والأمانة وتحقيقا للبيعة الشرعية للإمام، التي توجب أن تتضافرالجهود من قبل المواطن والمسؤول لبتر الدابر الفسادي والتعاون مع من نصبهم ولي الأمر من أجهزة عامة وسرية نحو الإبلاغ عن مفاسد أو مضار تخل بمنظومة الأمانة والوطنية خصوصا وقد حمى المشرع المقنن في نظامه بالحماية الشرعية والقانونية، أجهزة لهذه الأهداف والغايات، ونصب ولاية النيابة العامة وهيئات الفساد الحكومية والوطنية بسرية التبليغ والحفاظ عليها، لذا فإن هبوب الرياح في قلع واجتثاث دابر الفساد بتعاون الجميع وتعقب كل من يظهر ما لا يبطن فالبدار البدار، لتنمو مسيرة البلاد وتصلح أمور العباد وهو الهدف السامي النبيل في حب الوطن وطاعة ولاة أمره.