-A +A
نجاة حسين لعبان Najat.labaan@gmail.com
قد يتفق الكثير على كوّن القوة محمودة للمرأة، وأن القوة جزء من كينونة المرأة التي يستند عليها الرجل، لتقيم حياة أسرتها وتبقيها على ذات التوازن، وافتخر بذلك معظم النساء. نعم نحتاج للقوة أحياناً، والقوة هنا ليست بمعنى سليطة اللسان، قوية البدن تقذف الناس بالحجارة، لتبقى كلمتها وحدها العليا، ودون ذلك السفلى، ليست بمعنى إلغاء الرجل من حياتها أو إسقاط كلمته، لأنها ذات رأي مستقل، وأنها القادرة على القيام بكل شيء دون الحاجة إليه. القوة الفعلية التي تُجمِّل المرأة ويحتاجها الرجل، قوة إيمانها بدينها وذاتها أيضاً، رجاحة عقلها قدرتها على تدارك أي انهيار قد يُحال إليه أمرها فتقيمه، قوتها بضعفها ولين جانبها لزوجها، وفي بقاء كرامتها قائمه حيث لا تُسلب حقوقها ولا يُنتقص من قدرها.

فنحن معشر النساء خلقنا من وهن وإن رفعنا أثقالاً، وعلت أصواتنا، وشُدّ فينا الظهر. نحن من وهن وإن حُمِّلنا ما لا طاقة لنا به، وأخذنا أدواراً لا تناسبنا فقط لأننا أُجبرنا عليها، ولأنها فرضت علينا إلزاماً، ولأننا أنصاف أخرى مُتممة لك.. نحن من وهن وإن اجتمع الناس أفوجاً أفواجاً يصفقون لثبات امرأة واستقامتها غير المستندة برجل، فهم لا يعلمون انهياراتها ولو استطاعت لصرخت أمامهم غاشية وقذفت بكل هذا الثقل لتتحرر لتتخفف على الأقل منه، مع أول محاولة تمد يدك بصدق معاوناً لها.


نحن من وهن وهذه حكمة الله في خلقنا، وهكذا جُبلت طبيعتنا الأنثوية؛ لذا جعلكم الله لباساً لنا، قوامين علينا، خلقنا من ضلعٍ أعوج منكم..

لتستندوا علينا فَنقيمكم لا لتكسرونا فَنُزيلكم..