«يحكى أن امرأة زارت صديقة لها تجيد الطبخ لتتعلم منها سر طبخة السمك؛ وأثناء ذلك لاحظت أنها تقطع رأس السمكة وذيلها قبل قليها بالزيت، فسألتها عن السر، فأجابتها بأنها لا تعلم، ولكنها تعلمت ذلك من والدتها؛ فقامت واتصلت على والدتها لتسألها عن السر، لكن الأم أيضا قالت إنها تعلمت ذلك من أمها (الجدة)؛ فقامت واتصلت بالجدة لتعرف السر الخطير، فقالت الجدة بكل بساطة: لأن مقلاتي كانت صغيرة والسمكة كبيرة عليها!».
هذه القصة تترجم واقعنا عندما يكون التعليم لدينا نتيجة لسياسة التلقين، عندها لن يكون للمرء مجال لطرح السؤال أو فرصة الاستفسار في كل موضوع، بل كل ما نفعله هو الاتباع والانقياد.
غالباً فإن سياسة التلقين قد نجدها في بيوتنا ومع أهالينا، وهذا الأمر خطير ولا أحد يعلم عن سوء مخرجاته إلا عندما يصدمه الواقع بموقف يتطلب منه أن يستخدم عقله.
يجب أن نحرص على تغيير سياسة التلقين إلى سياسة التفكير، وأن نعطي كل فرد منا كامل الحرية في الاستنتاج والسؤال والبحث، وأن لا نحصر ثقافته على شيء معين كان منذ مئات السنين ثابت كما هو.
أسوأ ما قد يحدث لنا هو عندما نذهب للعمل أو الجامعات والمدارس من أجل الحضور فقط، ليس من أجل استيعاب المعلومة وكيف نشأت هذه المعلومات والترغيب في البحث خلفها، نحن نكره الذهاب لأننا مُجبرون على حفظ المناهج والأساليب كما هي، والتردد في مناقشة فكرة ما قد لا تتوافق صحتها مع واقعنا.
سياسة التلقين لا نجدها بالتعليم فقط بل حتى في تربيتنا لأبنائنا وفي علاقاتنا مع الغير، فنحن نُلقي باللوم على الابن إذا لم تُصبح تصرفاته مثل تصرفات أبيه، والابنة إذا لم تُجد الطبخ مثل أمها، نحن نسعى لطمس مواهب أبنائنا بتلقينهم ما كنا نفعله سابقاً، حتى وإن لم تتناسب رغباتنا مع شخصياتهم.
حتى بالأفكار نجد سياسة التلقين تمنع النقاش الهادف ومشاركة الأفكار الجديدة لأن التلقين يزرع بعقل صاحبه أفكارا عميقة والتي قد تجذرت في عقله منذ مئات السنين، بل وحتى جعلته يمارسها بفخر، حتى ظن أنها الأفضل، ومنع مناقشة صحتها مع غيره.
قد يطول الحديث في هذا الموضوع، ولكن إن كان ولابد أن نُغير شيئاً ما في حياتنا فإن طريقة التعليم سواء في المؤسسات الحكومية أو في بيوتنا لابد أن تتغير بشكل عاجل، وأن نسمح للآخرين بالتفكير والسؤال وتجديد الأفكار لمجاراة تطور الحياة، فما نتعلمه ونؤمن بصحته طبقا للواقع يعتبر البوصلة التي تقودنا في الحياة.
هذه القصة تترجم واقعنا عندما يكون التعليم لدينا نتيجة لسياسة التلقين، عندها لن يكون للمرء مجال لطرح السؤال أو فرصة الاستفسار في كل موضوع، بل كل ما نفعله هو الاتباع والانقياد.
غالباً فإن سياسة التلقين قد نجدها في بيوتنا ومع أهالينا، وهذا الأمر خطير ولا أحد يعلم عن سوء مخرجاته إلا عندما يصدمه الواقع بموقف يتطلب منه أن يستخدم عقله.
يجب أن نحرص على تغيير سياسة التلقين إلى سياسة التفكير، وأن نعطي كل فرد منا كامل الحرية في الاستنتاج والسؤال والبحث، وأن لا نحصر ثقافته على شيء معين كان منذ مئات السنين ثابت كما هو.
أسوأ ما قد يحدث لنا هو عندما نذهب للعمل أو الجامعات والمدارس من أجل الحضور فقط، ليس من أجل استيعاب المعلومة وكيف نشأت هذه المعلومات والترغيب في البحث خلفها، نحن نكره الذهاب لأننا مُجبرون على حفظ المناهج والأساليب كما هي، والتردد في مناقشة فكرة ما قد لا تتوافق صحتها مع واقعنا.
سياسة التلقين لا نجدها بالتعليم فقط بل حتى في تربيتنا لأبنائنا وفي علاقاتنا مع الغير، فنحن نُلقي باللوم على الابن إذا لم تُصبح تصرفاته مثل تصرفات أبيه، والابنة إذا لم تُجد الطبخ مثل أمها، نحن نسعى لطمس مواهب أبنائنا بتلقينهم ما كنا نفعله سابقاً، حتى وإن لم تتناسب رغباتنا مع شخصياتهم.
حتى بالأفكار نجد سياسة التلقين تمنع النقاش الهادف ومشاركة الأفكار الجديدة لأن التلقين يزرع بعقل صاحبه أفكارا عميقة والتي قد تجذرت في عقله منذ مئات السنين، بل وحتى جعلته يمارسها بفخر، حتى ظن أنها الأفضل، ومنع مناقشة صحتها مع غيره.
قد يطول الحديث في هذا الموضوع، ولكن إن كان ولابد أن نُغير شيئاً ما في حياتنا فإن طريقة التعليم سواء في المؤسسات الحكومية أو في بيوتنا لابد أن تتغير بشكل عاجل، وأن نسمح للآخرين بالتفكير والسؤال وتجديد الأفكار لمجاراة تطور الحياة، فما نتعلمه ونؤمن بصحته طبقا للواقع يعتبر البوصلة التي تقودنا في الحياة.