-A +A
د. فاطمة عبدالكريم النمر - أخصائية بصريات
‏أحدثكم بعد مرور عدة أسابيع من عودة أبنائكم للمدارس وأظن أنكم انتهيتم من التجهيزات لتهيئة ابنكم لبداية موفقة، أكاد أجزم أنكم انتهيتم حتى من شراء الحذاء المريح له.. لكني أسألكم بعد كل هذه التجهيزات هل تذكرتم وتأكدتم من استعداد بصره ونظره للدراسة؟

‏يتأثر المستوى الدراسي كثيراً بحالة النظر.. فالبصر ضروري لرؤية السبورة أو البروجكتر بشكل واضح، ومهم للقراءة وحل التمارين والواجبات وللتركيز ويتأثر المستوى الدراسي جداً بمستوى النظر.


‏العين ببصرها هي من أهم الحواس الضرورية والتي يكون عليها الجهد في أيام الدراسة سواء وقت الحصص الدراسية أو حل الواجبات أو المذاكرة ومن المهم التأكد من سلامتها وبصرها في بداية كل عام دراسي.

‏هل ينقل ابنك ما يكتب من السبورة خطأ؟ هل يخبرك بأنه حين يجلس في الصف الأخير لايرى بشكل واضح؟ هل يميل خطه وقت الكتابة؟ هل تضيع منه بعض الحروف وقت القراءة؟ هل يعود من المدرسة يشتكي من الصداع؟ هل يتعب سريعاً وقت المذاكرة؟ هل يرمش كثيراً أو يشتكي من ألم عينه أو رأسه مع التركيز؟

‏هذه الشكاوى قد تكون من عوارض ضعف النظر وقد يسبب عدم اكتشافها في تفاقم الحالة البصرية والدراسية معاً. ‏للأسف كثير من الحالات التي يتم اكتشافها في العيادة تكون بعد إلحاح الأطفال ويأتي بهم آباؤهم فقط لإسكاتهم ظناً منهم أنها شكاوى بسبب عدم حب المدرسة أو عدم الرغبة في المذاكرة لكنها تكون أمامنا حقيقة واضحة هي ضعف نظر تسبب في الجهد وبالتالي عدم الرغبة في التركيز.

‏وقد لايشتكي ابنك من أي شكوى، فللأطفال قدرة على التكيف لكن ذلك لايعني أن نظره سليم في العينين ومن أخطر الحالات حين يكون الضعف في عين واحدة فقط فيكون ذلك سبباً لكسل العين والذي لاعلاج له في الكبار.

‏أعزائي الآباء والأمهات.. كما تحرصون على تهيئة ابنكم لبداية دراسية موفقة احرصوا أن يكون ضمنها سنوياً فحص النظر والاطمئنان بأن العينين قادرتان على عبء الدراسة.