القايدي
القايدي
-A +A
بكر صالح القايدي
ذكريات لجيل صحافيي الأمس الذي لم يعرف المستحيل بالجهد والهواية والتحمل والمعاناة وقلة المكافأة أو الراتب يذكرها من هو حي يرزق ومن توفاه الله تبقى بصمتهم في ذكرى زملائهم ومن يقرأ لهم، وها هي «عكاظ» الصحيفة التي تتقدم من حسن إلى أحسن بعد تسلُّم مهمات تحريرها الأستاذ جميل الذيابي، يتعاقب إليها رؤساء ومحررون وكتاب وهي من الأفضل إلى الأفضل، عملت مع غالبيتهم، ولي ذكريات وزمالة مع المرحوم أبي زهير عبدالله عمر خياط الذي انتقل إلى رحمة الله الأربعاء قبل الماضي، أحب الجريدة ولم يتناسها وواصل بعموده اليومي منذ سنين «مع الفجر» منذ بدايته حتى وفاته، وكان الجيل السابق يتحمل المعاناة بالإمكانات وحروف الرصاص والصفحات التي تربط بحبل الدبارة عند توظيبها وإعدادها للمطابع وللقارئ، ولا يوجد تواصل إلا بالتلفون أو الحضور بالخبر والمواد والصور بالدراجة او الموترسيكل أو وسائل النقل الأخرى، غير ما يحدث اليوم من تسهيلات وتقنية اختصرت كثيراً من الجهد والوقت على الصحافيين.

ومن ذكريات «عكاظ» في أحد الأيام والصحيفة تستعد للطباعة وهي تغص بالإعلانات والمواد لوجود مناسبة اليوم الوطني ورئيس التحرير أبو زهير رحمه الله، والمحررون ومدير المطابع الأصفهاني رحمه الله متواجدون وفي ساعة متأخرة من الليل انطفأت الكهرباء عن المطبعة ودخل المسؤولون في حيرة ومأزق من تأخير الجريدة، واتصلوا بمسؤولي الشركة ومديرها لكن دون مجيب، ثم اتصلوا بالإمارة وأمرت ببعث مهندسين وإصلاح الخلل، ولكنهم لم يكتشفوا أين الخلل؟ ثم اتجهوا إلى مدير المحطة، وأيقظوه من النوم، مما جعله يحضر مهندسي الشركة. وأعيد التيار وتنفس جهاز التحرير ومدير المطابع الصعداء والحمد لله صدرت الجريدة في موعدها بساعات قليلة، هذه معاناة صحفيي الأمس، إنهم جيل لم يعرفوا المستحيل.


hani4416@hotmail.com