جاء في مشاركة وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى في المؤتمر الدولي لتقويم التعليم الذي أنهى أعماله أخيرا، أن من المشاريع الجديدة في التعليم، مبادرة التحول نحو الكفايات «التعليم المعتمد على الكفايات»، وأشار إلى أن هذه المبادرة سيكون لها تأثير في منظومة التعليم، وأنه قد بدأ تطبيقها هذا العام في 20 مدرسة.
ولأني أحد منسوبي وزارة التعليم، ومن المهتمين بالتحولات المنهجية، فإن هذه الإشارات المقتضبة من الوزير فجرت جملة من الأسئلة المشروعة؛ لتجلية هذا الغموض: هل يراد من التحول إلى الكفايات تجاوز قصور المقاربة بالأهداف السلوكية؟
وهل سيتم بناء هذه الكفايات وفق أسس كفائية فعلاً؟
ما مفهوم هذا البناء الذي تمّ اعتماده؟
وكيف سيكون نظام تقويمه؟ إذا ما علمنا أن الكفايات تقوم على التعلم للإتقان الذي عموده التقويمي يرتكز على «التقويم التكويني المستمر» الذي ما زالت صيحات المعلمين والمجتمع تتعالى مطالبة بتنحيته عن تعليمنا، والأسباب غير خافية!
وما كيفية إكساب المتعلم هذا التحول الكفائي؟ هل سيكون بشكل اندماجي تكويني، عوضاً عما كان يكتسبه في الأهداف السلوكية بشكل خطي تقطعي لا يراعي تموجات نشاط المتعلم الذي يعد الأساس في التعلم الذاتي.
هل سيجد المعلم فرقا في التعامل مع بناء دروسه كفائيا عن تلك التي يمارس فيها التدريس بالأهداف؟ وهل أعد لذلك؟ ألم يخفق معلمو الكفايات اللغوية في المشروع الشامل ونظام المقررات في التماهي معها، والتدريس وفقها؟
ما الجديد في النظر الكفائي إذن؟
ما طبيعة التدريبات والأسئلة التي سترد في المقررات المبنية على الكفايات، وهل ستكون على مستوى طرح الصياغة الكفائية المراد بلوغها كـ«معارف محولة إلى كفايات».
إن أي سؤال لا يحقق اندماج المتعلم في صورة تدفقية كفائية، فليس بسؤال مبني على الكفايات.
ثم هل نحن أمام مصداقية لما يمكن أن ننعته بـ«الكفايات»، هل كفايات حقيقية، أم مجرد معارف سيلقنها المعلم طلابه، كما اعتاد على ذلك مهما طرأ على مادته من تحولات.
هل سنكون أمام ممارسة تقليدية ألبسناها معطفا جديدا؟
هل سنجد النشاطات التعليمية التعلمية مبنية في هيئة مشكلات، ومشاريع، ومهمات أدائية. بل كيف سيتم بناء المحتوى في المواد الدراسية القائمة على الكفايات؟ وهل سيظهر التباين بين «المحتوى الكفائي» و«المحتوى الهدفي»؟ وهل ستتم صياغة المشكلات في سياقات حقيقية تنسجم مع البناء بالكفايات، أم سيكون التعامل معها كإشكالية بسيطة، أو كلغز، أو كتدريب نمطي.
ثم هل البنية الأساسية للتعليم بكل عناصرها المادية والبشرية متماشية مع التعليم بالكفايات، ولديها الفهم العميق لها، أم ستكون محطة لتجاب ضمن إطار «التعليم القائم على الكفايات».
وهل استفدنا من تجارب دول المغرب العربي: تونس، والمغرب، والجزائر في اعتمادها على الكفايات في التعليم، والنتائج التي توصلت إليها، والمشكلات التي ما زالت تطرح في أدبياتها التربوية والتعليمية إلى يومنا هذا؟
وأخيرا لماذا لم تكن المبادرة لـ«التعليم القائم على المعايير» لينسجم مع رؤية 2030، وليتناغم مع الأداء العام القائم على المعايير والمؤشرات؟
Obood141@gmail.com
ولأني أحد منسوبي وزارة التعليم، ومن المهتمين بالتحولات المنهجية، فإن هذه الإشارات المقتضبة من الوزير فجرت جملة من الأسئلة المشروعة؛ لتجلية هذا الغموض: هل يراد من التحول إلى الكفايات تجاوز قصور المقاربة بالأهداف السلوكية؟
وهل سيتم بناء هذه الكفايات وفق أسس كفائية فعلاً؟
ما مفهوم هذا البناء الذي تمّ اعتماده؟
وكيف سيكون نظام تقويمه؟ إذا ما علمنا أن الكفايات تقوم على التعلم للإتقان الذي عموده التقويمي يرتكز على «التقويم التكويني المستمر» الذي ما زالت صيحات المعلمين والمجتمع تتعالى مطالبة بتنحيته عن تعليمنا، والأسباب غير خافية!
وما كيفية إكساب المتعلم هذا التحول الكفائي؟ هل سيكون بشكل اندماجي تكويني، عوضاً عما كان يكتسبه في الأهداف السلوكية بشكل خطي تقطعي لا يراعي تموجات نشاط المتعلم الذي يعد الأساس في التعلم الذاتي.
هل سيجد المعلم فرقا في التعامل مع بناء دروسه كفائيا عن تلك التي يمارس فيها التدريس بالأهداف؟ وهل أعد لذلك؟ ألم يخفق معلمو الكفايات اللغوية في المشروع الشامل ونظام المقررات في التماهي معها، والتدريس وفقها؟
ما الجديد في النظر الكفائي إذن؟
ما طبيعة التدريبات والأسئلة التي سترد في المقررات المبنية على الكفايات، وهل ستكون على مستوى طرح الصياغة الكفائية المراد بلوغها كـ«معارف محولة إلى كفايات».
إن أي سؤال لا يحقق اندماج المتعلم في صورة تدفقية كفائية، فليس بسؤال مبني على الكفايات.
ثم هل نحن أمام مصداقية لما يمكن أن ننعته بـ«الكفايات»، هل كفايات حقيقية، أم مجرد معارف سيلقنها المعلم طلابه، كما اعتاد على ذلك مهما طرأ على مادته من تحولات.
هل سنكون أمام ممارسة تقليدية ألبسناها معطفا جديدا؟
هل سنجد النشاطات التعليمية التعلمية مبنية في هيئة مشكلات، ومشاريع، ومهمات أدائية. بل كيف سيتم بناء المحتوى في المواد الدراسية القائمة على الكفايات؟ وهل سيظهر التباين بين «المحتوى الكفائي» و«المحتوى الهدفي»؟ وهل ستتم صياغة المشكلات في سياقات حقيقية تنسجم مع البناء بالكفايات، أم سيكون التعامل معها كإشكالية بسيطة، أو كلغز، أو كتدريب نمطي.
ثم هل البنية الأساسية للتعليم بكل عناصرها المادية والبشرية متماشية مع التعليم بالكفايات، ولديها الفهم العميق لها، أم ستكون محطة لتجاب ضمن إطار «التعليم القائم على الكفايات».
وهل استفدنا من تجارب دول المغرب العربي: تونس، والمغرب، والجزائر في اعتمادها على الكفايات في التعليم، والنتائج التي توصلت إليها، والمشكلات التي ما زالت تطرح في أدبياتها التربوية والتعليمية إلى يومنا هذا؟
وأخيرا لماذا لم تكن المبادرة لـ«التعليم القائم على المعايير» لينسجم مع رؤية 2030، وليتناغم مع الأداء العام القائم على المعايير والمؤشرات؟
Obood141@gmail.com