وإن طالت أعمارنا، تظل حياتنا قصيرة، بكل ما فيها من جماليات، تقف دائما على حد الوسطية، بين اتزان المعنى وضده من حب وكره وحق وباطل وعدل وظلم وعذاب ورحمة وعفو من الله، فهناك جماليات تذكر وأخرى ترى، وجماليات نشعر بها ونفهمها، وجماليات تلامسنا ونتناغم معها ننشدها ونشدو بها، وكل ذلك موجود بوجود الأمل الذي في داخلنا وما زال ينبض بالحياة فينا، فالحياة دوماً تمنحنا فرصاً رائعة يتوجب علينا اكتسابها واغتنامها وفهمها ومواجهتها وخوض تجاربها، فرب فرصة لن تعود، وبعدها نندم حين لا يجدي الندم، ونردد «ليت»، من ثلاثة أحرف لتجعلنا في قمة العجز بل أعلى قمة في العجز، فهي تمنٍ بلا عمل، تمنٍ بلا إقدام، تمنٍ بلا حراك يذكر، وهي ليست من جماليات الحياة التي لا تكون إلا بالعمل والجد والاجتهاد والتوكل على الله، في كل شيء بالدعاء بالتطوع، والرقي في التعامل مع البشر، حسن علاقتك بربك تذلل مصاعب الحياة والعمل، لأن كل هذه الجماليات نجدها متعلقة ومرتبطة مع رب الحياة، رب الوجود، رب كل شيء، وهذه الجماليات ليست في الأشياء ولكن في أنفسنا، فنحن في حاجة لأن نؤمن بأنفسنا، ففي هذا الإيمان حياة، وفي هذا الإيمان نجاة، وكذلك الجماليات في الصحبة الصالحة، وفي نجاحاتنا طموحنا وأفراحنا، ولابد أن نخرج من الحياة وجمالياتها بنفس النقاء الذي أتينا به إليها وبنفس الجمال الذي تنفسناه.