-A +A
نجاة حسين لعبان
قد تُفاجئك الأشياء التي كنت أكثر ثقة بها في أصعب الظروف بخيبة التخلي والإخفاق، وقد يكون منقذك الوحيد من فشلها أموراً لم تُلقِ لها بالاً، ولم تكن ضمن حساباتك للنجاح.

أمور كثيرة تحدث تتكرر فيها المواقف المشابهة من ذات الأشياء أو الأشخاص لكنك في كل مرة تختلق لها مبرراً لاستمرارها، ولعدم قدرتك على تركها أو ربما كانت هي الاختيار الوحيد الذي أمامك أمعنت فيه النظر وغضضت طرفك عن البقية.


كإنجاز تنتظر تحقيقه، حُلم طوال الوقت تريده، منصب وظيفي تسعى للوصول له، أو مكانة مرموقة في مجتمعك ترغب في كسبها، وربما كان شريك حياة تجد فيه توافقك للارتباط بِه.

أنت تبذل كل ما بوسعك، تخطط وتطبق عليه مقاييس النجاح بحذافيرها، مُدرك كل عقباتها وتمشي فيها بحذر، وفي لحظة مشيئة أرادها الله تتعثر قدماك، ينهار كل شيء أمامك يؤدي بك للإخفاق والفشل، فتصيبك الخيبة وتفقد ثقتك بالأشياء التي راهنت على نجاحها. لكن هناك لحظة واحدة فقط!

كنت قد تركتها على كفِّ الدعاء ومن رفِّ الإنجازات المهملة لك سقطت، لِتصنع التغيير فيك، هي صفعة لتستفيق لتدرك جيداً حقيقة كُل الأشياء التي جوهرها كان بين يديك وباطنها يُسجل أروع إنجازاتك، هي بمثابة طلقة أخيرة تُرخي زنادك عليها فتشعر بقيمتها بعد تهاونك في تصويب عشوائي نحو أمرٍ واحدٍ حتى نفذت منك الذخيرة، لحظة واحدة تشد على يدك وترفعك من أدنى الفشل إلى أقصى درجات النجاح غير المتوقع ولم يُرتَّب له.

في تلك اللحظة سقطت الخيبة من قائمتك، لتعيد ترتيب أولوياتك من جديد، فتظهر لك محاسن أخرى كنت تغض الطرف كثيراً عنها فتأخذك لما تريد وأحسن مما تريد.

أخيراً وكنصيحة عابرة؛

امنح كل الأشياء التي تحب، والتي لا تحب شيئاً من ذات الثقة والاهتمام، فلا تدري أي حُلمٍ سينضب، وأي عملٍ يتفجَّر لك منه الإنجاز.

Najat.labaan@gmail.com