«لا تكن وحدك يا ولدي»، قصة طريفة أراد الابن تعلمها من والده حينما قال: يا أبتِ علمني في الفساد علماً لا أسأل بعده أحداً؟.
قال: بل أُعلمك قول نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- في أمر المخزومية التي سرقت وخشيت قريش من رسول الله فاختارت أسامة بن زيد فكلمه ليرد عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «أتشفع في حد من حدود الله»، ثم قام فاختطب. فقال: «إنما أهلك الذين من قبلكم، إنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد. وأيم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت، لقطعت يدها».
لتترجمها جملة خادم الحرمين الشريفين الصادرة في 15 صفر 1439، وبدء مراحل قطع طريق الفاسدين بتشكيل لجنة عليا برئاسة ولي العهد، قاطعاً الطريق أمام قواعد وأصول الفساد والتي أوجب الأب ولده بتعلمها ومُراعاتها، فالسياسيون يعرفون ذلك جيداً، فعندما خاطب الرئيس هولاند الفرنسيين بعد فوزه في ساحة الباستيل قال: «أعدكم بأن أبتعد عن قواعد الفساد».
ولعل معادلة 1+1=9999 تكون صحيحة في رياضيات الفساد، لكن للفساد حسابات غير تلك، لأنه عمل جماعي، قد يُغلفُ بالقانون ويُصفق له الناس ويُكرمونهُ تحت شعار «تهادوا تحابوا»، كرئيس الوزراء الإيطالي برلسكوني، في كل مرة يدخل المحكمة بتُهم الفساد يخرج من بابها الآخر لمقعد الرئاسة، فإغراق الأدلة أسهل من دفنها، فإن عثروا عليك مُتلبساً، سيبحثون يا ولدي عن أحجار الفساد فدُلهم على أصغرها لينشغلوا بها عن الجبل الكبير فالفساد مرض معدٍ، وصاحب الدخل المحدود الذي تمر الملايين من تحت يده سيضعف يوماً ما ما دامت الرقابة ضعيفة، وإذا عثرت يا ولدي على القاضي الفاسد فلقد وجدت كنزاً لا يُقدر بثمن، احذر يا ولدي من «الشفافية» فهي بداية النهاية، وعدوك الأول يا ولدي هو «الضمير»، وسيكسب المعركة إن أفاق من غيبوبته. كلها قواعد أغلقت المملكة عليها طرقاتها؛ لتُؤكد لنا القيادة الرشيدة أن الفساد هو العدو الأول للتنمية المستدامة والشاملة، ولا مجال للتقدم خطوة واحدة في طريق تحقيق الطموحات العملاقة، إلا بالقضاء التام على الفساد وردم كل منابعه، والتي بدأ حصادها في 2018. حينما أعلن النائب العامّ، في فبراير 2018، التحفظ على 56 شخصاً من بين 381، لتصل القيمة المقدرة لمبالغ التسويات أكثر من 400 مليار ريال متمثلة في عدة أصول. لتصُب في حسابات «دعم المواطنين»، ولتشعرنا الرسائل التسع لمليكنا «كاشفة» عما يُقارب من عام وشهرين إنهاء اللجنة أعمالها؛ بعد أنجازها المهام المنوطة بها، ليُسجل للدولة شفافيتها بإشعار المواطنين عن تفاصيل أعمال اللجنة أولاً بأول، وأن الجهات المختصة السعودية لا تكيل بمكيالين، ودليلنا عودة العشرات إلى ممارسة دورهم في المجتمع بشكل اعتيادي.
وقفة:
المملكة قادمة على خطوات تنموية كبيرة ضمن رؤيتها 2030 في ظل التوجهات الراهنة المخلصة والجادة، وعودة مقدراتنا الاقتصادية وأصالتنا الاجتماعية على حد سواء، لا مجرد تسخيرها لخدمة الأيادي العابثة والمفسدة على حساب البلاد والعباد، تنقيةً وتطهيراً لبيئتنا من كثير من الآفات، التي تشكلت وجاءت نتيجة وجود واتساع الفساد، لتحولها إلى بيئة أكثر تنافسية، كللتها تفاعل المجتمع وعدم إقصاء كل من ثبتت براءته أو سوَّى أوضاعه. فالدولة لا تنتقم من أبنائها بقدر ما تقوم بدورها في الحفاظ على مُقدراتها.
قال: بل أُعلمك قول نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- في أمر المخزومية التي سرقت وخشيت قريش من رسول الله فاختارت أسامة بن زيد فكلمه ليرد عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «أتشفع في حد من حدود الله»، ثم قام فاختطب. فقال: «إنما أهلك الذين من قبلكم، إنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد. وأيم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت، لقطعت يدها».
لتترجمها جملة خادم الحرمين الشريفين الصادرة في 15 صفر 1439، وبدء مراحل قطع طريق الفاسدين بتشكيل لجنة عليا برئاسة ولي العهد، قاطعاً الطريق أمام قواعد وأصول الفساد والتي أوجب الأب ولده بتعلمها ومُراعاتها، فالسياسيون يعرفون ذلك جيداً، فعندما خاطب الرئيس هولاند الفرنسيين بعد فوزه في ساحة الباستيل قال: «أعدكم بأن أبتعد عن قواعد الفساد».
ولعل معادلة 1+1=9999 تكون صحيحة في رياضيات الفساد، لكن للفساد حسابات غير تلك، لأنه عمل جماعي، قد يُغلفُ بالقانون ويُصفق له الناس ويُكرمونهُ تحت شعار «تهادوا تحابوا»، كرئيس الوزراء الإيطالي برلسكوني، في كل مرة يدخل المحكمة بتُهم الفساد يخرج من بابها الآخر لمقعد الرئاسة، فإغراق الأدلة أسهل من دفنها، فإن عثروا عليك مُتلبساً، سيبحثون يا ولدي عن أحجار الفساد فدُلهم على أصغرها لينشغلوا بها عن الجبل الكبير فالفساد مرض معدٍ، وصاحب الدخل المحدود الذي تمر الملايين من تحت يده سيضعف يوماً ما ما دامت الرقابة ضعيفة، وإذا عثرت يا ولدي على القاضي الفاسد فلقد وجدت كنزاً لا يُقدر بثمن، احذر يا ولدي من «الشفافية» فهي بداية النهاية، وعدوك الأول يا ولدي هو «الضمير»، وسيكسب المعركة إن أفاق من غيبوبته. كلها قواعد أغلقت المملكة عليها طرقاتها؛ لتُؤكد لنا القيادة الرشيدة أن الفساد هو العدو الأول للتنمية المستدامة والشاملة، ولا مجال للتقدم خطوة واحدة في طريق تحقيق الطموحات العملاقة، إلا بالقضاء التام على الفساد وردم كل منابعه، والتي بدأ حصادها في 2018. حينما أعلن النائب العامّ، في فبراير 2018، التحفظ على 56 شخصاً من بين 381، لتصل القيمة المقدرة لمبالغ التسويات أكثر من 400 مليار ريال متمثلة في عدة أصول. لتصُب في حسابات «دعم المواطنين»، ولتشعرنا الرسائل التسع لمليكنا «كاشفة» عما يُقارب من عام وشهرين إنهاء اللجنة أعمالها؛ بعد أنجازها المهام المنوطة بها، ليُسجل للدولة شفافيتها بإشعار المواطنين عن تفاصيل أعمال اللجنة أولاً بأول، وأن الجهات المختصة السعودية لا تكيل بمكيالين، ودليلنا عودة العشرات إلى ممارسة دورهم في المجتمع بشكل اعتيادي.
وقفة:
المملكة قادمة على خطوات تنموية كبيرة ضمن رؤيتها 2030 في ظل التوجهات الراهنة المخلصة والجادة، وعودة مقدراتنا الاقتصادية وأصالتنا الاجتماعية على حد سواء، لا مجرد تسخيرها لخدمة الأيادي العابثة والمفسدة على حساب البلاد والعباد، تنقيةً وتطهيراً لبيئتنا من كثير من الآفات، التي تشكلت وجاءت نتيجة وجود واتساع الفساد، لتحولها إلى بيئة أكثر تنافسية، كللتها تفاعل المجتمع وعدم إقصاء كل من ثبتت براءته أو سوَّى أوضاعه. فالدولة لا تنتقم من أبنائها بقدر ما تقوم بدورها في الحفاظ على مُقدراتها.