مشبب بن عايض
مشبب بن عايض
-A +A
مشبب عايض بن زهير * mzhalq@
يشهد التعليم تطوراً ملحوظاً في العالم كافة، وبلادنا جزء منه، إذ تسعى الدولة جاهدة لتطوير منظومة التعليم لنكون في مصاف الدول المتقدمة.

وإذا كانت رؤية 2030 تجسد مستقبلاً ومشروعاً طموحاً تسعى من خلاله حكومتنا إلى تسريع عجلة التقدم، فقد أصبح لزاماً علينا أن نجعل ثقة ولاة أمرنا حافزاً قوياً للوصول إلى هذا الهدف الطموح.


ويتطلب منا تطوير كل ما يتعلق بالجانب التعليمي، بدءاً من أنفسنا وأبنائنا، ومعلمينا من الجنسين، جنباً إلى جنب مع ما تبذله الدولة في التطوير المستمر للمناهج التعليمية.

فمن المعروف أن مستوى الأبوين في التعليم مؤثر جداً من الجانب النفسي للطالب، فغالباً ما نجد أن الأبوين الحاصلين على تعليم متقدم يؤثران بشكل إيجابي في التحصيل العلمي لأبنائهما، ليس هذا فحسب وإنما يمتد ذلك إلى القيم التربوية التي يكتسبونها، إلى جانب التفاعل مع البيئة التعليمية التي تحيط بهم. هذه الجوانب التربوية إذا عززت بتحسين صورة المعلم لدى الطالب من قبل الأبوين، ووجوب احترامه لمكانته ورسالته التي يقوم بها، فإن ذلك ينمي في الطالب سلوكيات إيجابية وتفاعلا قويا يسهم في تطوير تحصيله التعليمي وثقته بنفسه، فضلاً عما يلقاه من تشجيع من قبل المدرسة. كما أن المعلم يسعى جاهداً، لتطوير قدراته وتنميتها عندما يجد هذا التفاعل من ولي الأمر، وكذلك من قبل القيادة المدرسية، فيحرص تماماً على تحقيق ذلك، بعد أن مُنح الثقة والاحترام والتقدير التي تناسب مكانته في المجتمع. وليس من المقبول أن نجد بوصلة التقدير تشير إلى من يتبوأون مناصب ووظائف مختلفة، لمجرد الانتفاع بما يقدمونه تجاه المستفيدين، فالمعلم أولى الناس بهذا التقدير، فهو من علم وتعب وأفنى عمره في تعليم الأجيال، وقدم عصارة ما تعلمه لينير الطريق لطلابه، حتى يجدهم بعد سنوات، وقد حصلوا على تلك المناصب، وأصبحوا وزراء ومسؤولين وأطباء ومهندسين وموظفين مرموقين في القطاعات الحكومية والخاصة.

لذا فمن المهم جداً تولي المسؤولية بكل أمانة من قبل الآباء والمعلمين على حدٍ سواء، ومد جسور التعاون بينهما، لما يخدم العملية التعليمية، حينها سنرى أن تلك الرؤية ــ التي تحرص حكومتنا على تطبيقها على أرض الواقع ــ قد تحققت وأصبحنا في مصاف الدول المتقدمة.

* وكيل متوسطة سلمة بن قيس بجدة