-A +A
سعود مطر الحارثي*
اكتشفت مشكلة في مجتمعنا السعودي والعربي وهي أن معظمهم محطَّمون (بفتح الطاء) ومحطِّمون (بكسر الطاء) ومحبَطون (بفتح الباء) ومحبِطون (بكسر الباء)، وهو ما زرعه الغربيون في مجتمعاتنا وصدقه معظمهم، لدرجة أن البعض من أطياف وأنماط المجتمع اقتنعوا به وأصبحوا يرددونه دائما، فأصبحنا شعوبا مستهلكة لمنتجاتهم، فهم يشترون موادهم الأولية من بلداننا بأسعار زهيدة، ويعيدون تصنيعها ليبيعوها لنا بأسعار باهظة، وأحيانا خيالية.

فَلَو ذكرت لهم فكرة استثمارية جديدة ومبتكرة (خصوصا لو كنت تفكر خارج الصندوق) فإنهم يبدأون ببث الإحباط والتحطيم الذي يصل إلى السخرية، فمثلا لو كان مبتكر فيسبوك عندنا لقالوا له: «بلا سخافة مو عندك تشات على الإيميل»، مع أنه أدخل أصدقاءه بألف دولار للمستثمر الواحد، وبعد نحو 4 أعوام حوَّلها إلى شركة مساهمة مقفلة وباع جزءا منها فكسب كل واحد من المستثمرين ٨ ملايين دولار، ولو كان مبتكر واتساب عندنا لقالوا له: «بلا سخافة مو عندك رسايل جوال»، مع أنه بعد 5 أعوام من ابتكاره للواتساب باعه على فيسبوك بمبلغ ١٩ مليار دولار، مع أن مارك زوكربيرغ مؤسس الفيسبوك رفض تعيين مبتكر واتساب في شركته، وأصبحت القيمة السوقية للفيسبوك ٥٠٠ مليار دولار خلال ١٠ سنين، إضافة إلى مالك أمازون الذي كان وسيط بيع وأصبح تاجرا يشتري من المصانع كامل إنتاجها ويبيعه مع التوصيل إلى أي مكان في العالم، وصلت ثروته في أقل من ٨ سنين إلى ١٦٠ مليار دولار.


وقال الدكتور أحمد زويل رحمه الله (الفائز بجائزة نوبل): «ليس الغرب أذكياء والعرب أغبياء ولكن في الغرب يشجعون الفاشل حتى ينجح، والعرب يحبطون الناجح حتى يفشل».

وللأسف فقد كان دخل التجارة الإلكترونية في السعودية في السنوات الخمس الأخيرة ٢٠٠ مليار دولار، لم يستفد السعوديون إلا 10%، وقد قدمتُ عروض عظيمة وواعدة لرجال أعمال لمشاريع وأفكار تتعلق بالتجارة الالكترونية (وبعضها تعتمد على مصانع معظم مشغليها روبوتات يمكن أن توفر منتجات على مدار الساعة) رأس مالها قليل بالنسبة لدخلها الهائل، وللأسف أني قوبلت بالإحباط المعتاد، ومنهم من قال إنه لا يفهم في التجارة الإلكترونية.

* باحث في علم الاستثمار والتسويق والدعاية