-A +A
بيان الصقير bnano-2009@hotmail.com
في زمن التقدم والتقنية الحديثة وزمن «البعيد قريب والقريب بعيد» في هذا الزمن تحديداً نرى من العجب أوجعه، كيف لا وأصبح الطفل الصغير الذي لا يتجاوز حجمه ذراعك، يتمدد على أريكة منزله يمسك جهازه بيده ويضع سماعات في أذنيه ويلعب وهو «مرتاح» لا يتحرك يأكل وينام فقط.. كيف لا وقد أصبح هذا المشهد يتكرر حتى أصبحنا نرى مثل هذا المشهد عادياً تماماً، فإذا شاهدنا طفلاً يلعب ولا يمسك بيده «أيباد» أو جوالاً يصبح «مسكيناً»، كيف لا يمتلك جهازاً مثل أبناء عمومته، ونرجع هذا الأمر إلى أهله الذين لا يمتلكون المال لإسعاد طفلهم وكأن السعادة وجدت في «أيباد» أو «أيفون» مع أن الحقيقة الطفل الطبيعي يجب أن يكتشف ويلعب ويجد حلولاً لمشاكله الصغيرة، سيارة كسرها الابن عن طريق الخطأ بينما هو يحاول إصلاحها، أو دمية الابنة التي قصت شعرها وهي تعتقد أنه من الممكن أن ينمو من جديد كشعرها..

نحن الآن نقف أمام مشكلة كبيرة وجادة فمن غير السليم تماماً أن تعطي أم الهاتف لطفلها لترتاح منه ومن شكواه أو بكائه فهي بهذا التصرف تسقط كل قوانين التربية السليمة وتسلم طفلها لهاتف يربيه، وبعد أن يكبر تتذمر من عناد طفلها وعدم اهتمامه لوجودها.. أتمنى من كل أم واعية أو أب واعٍ يقرأ أسطري بوعي، التربية ليست في توفير احتياجات الطفل والاهتمام بملبسه وغذائه فقط.. التربية هي أن تزرع في طفلك حب الاكتشاف والحوار وأن تسقي بذرته حباً وحناناً وعطاءً حتى ترى نتيجة تفخر بها مستقبلاً..


تذكر عزيزي الأب وعزيزتي الأم..

الأجهزة لن تربي جيلاً واعياً هي فقط تصنع جيلاً سطحياً يفعل فقط ما تمليه عليه لعبة.