أطلقت وزارة الحج والعمرة أخيرا، مبادرة لدراسة ضوابط تطوير خدمات معتمري الداخل ومواطني دول مجلس التعاون، في إطار توجهها للتحسين المستمر للخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وتحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030، التي ترمي إلى تحسين تجربة المعتمر من خلال حزمة متنوعة من الخدمات الاختيارية، وراعت تنفيذ مخرجاتها بشكل مرحلي.
والتخطيط السليم لتقديم أية خدمة يرتكز على دراسات معمقة مسنودة بإحصاءات فعلية ودقيقة، تتبعها عمليات المعايرة والتحليل لتستكشف الراهن وتستعد للمستقبل، وبغير هذه الخطوة لا يمكن وضع خطة مناسبة تفي بالاحتياجات الضرورية.
ونحمد الله تعالى أن في بلادنا جهة تتمتع بالكفاءة اللازمة والمهنية العالية التي تطمئن من يتخذ القرار ويسهم في وضع الخطط استناداً إلى مخرجاتها؛ وهذه الجهة هي الهيئة العامة للإحصاء، التي تستعين مختلف الجهات بإحصاءاتها الدقيقة من أجل وضع الخطط اللازمة لتسيير الأعمال.
وعلى سبيل المثال، جهود هيئة الإحصاء في ما يخص أنشطة الحج والعمرة ملموسة وواضحة، إذ تقوم بجهد متميز خلال مواسم الحج، ومن ذلك إجراؤها العام الماضي 1439هـ، مسحا ميدانيا في معابر الدخول لمكة والمشاعر المقدسة، نفذه نحو 500 باحث إحصائي واصلوا العمل على مدار الساعة، ليرصدوا حركة ضيوف الرحمن البالغ عددهم 2.371.675 حاجاً بينهم 612.953 من الداخل.
كما أن لهيئة الإحصاء حضورها في مجال العمرة، مثل المسح الذي تجريه لبيان أعداد المعتمرين سنوياً، والذي يحقق فوائد عدة؛ أهمها توفير قاعدة بيانات إحصائية دقيقة تساعد على تأمين احتياجات النشاط، خصوصا أن العمرة أصبحت من أهم عناصر تدفق الموارد المالية وعاملاً مهما من عوامل التنمية الاقتصادية الحقيقية، خصوصا أن الهيئة العامة للإحصاء لديها الموافقة لإجراء مثل هذه المهمة بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 211 وتاريخ 13/1/1437هـ، والذي منحها الصلاحية لإجراء العمليات الإحصائية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسكانية عن المملكة ونشرها بصفة دورية.
ولا شك أن عمرة الخارج وعمرة الداخل توأمان لا ينفصلان من حيث طبيعة النسك وحجم الضغط والكثافة البشرية على ساحات وأروقة الحرمين الشريفين، كما أن الوصول إلى مكة والمدينة المتسم بالسهولة والسلاسة الحركية عبر الطرق البرية والجوية والبحرية يتطلب بالطبع استعدادات وخدمات متواصلة من كل الجهات سواء كانت حكومية أو أهلية، وأتمنى أن يرصد وبدقة أعداد المعتمرين بنفس الآلية المتبعة في مواسم الحج، بل أزيد على ذلك أن يتم تعميم نتائج الرصد الميداني بشكل شهري، لمواجهة النمو المطرد في أعداد معتمري الداخل، لا سيما أن الحركة الكثيفة للمعتمرين من داخل المملكة نتيجة معطيات عدة من بينها توافر وسائل النقل والإجازات المدرسية، تنبئ عن أن العدد ربما يتجاوز بنهاية هذا العام 20 مليون معتمر، وهذا الرقم يتطلب متابعة ومراجعة دائمة لجميع الاستعدادات من مختلف الجهات العاملة في خدمة المعتمرين، فضلاً عن المساعدة في وضع رؤية شاملة لموسم العمرة على مدار العام وفي أوقات الذروة مثل شهر رمضان وللعلم فقط فإن مسح هيئة الإحصاء خلال عام 2017م أوضح أن إجمالي عدد المعـتمرين بلغ 19.079.306، منهم 12.547.232 من داخل المملكة من السعوديين وغير السعوديين؛ أي أن ما يزيد على ثلث السكان أدى العمرة في ذلك العام.
وعندما أتحدث عن المسح الميداني الدقيق، لا أعني معرفة أعداد المعتمرين من داخل المملكة فقط، ولكن المطلوب أيضاً معرفة فئاتهم وشرائحهم الاقتصادية والاجتماعية وميولهم في ما يتعلق بوسائل النقل المفضلة ونوعية السكن والتغذية وغير ذلك من التفاصيل، سواء كان في مكة المكرمة أو المدينة المنورة.
ومن شأن المسح الدقيق أيضاً أن يشكل تنبيهاً مبكراً لاحتمالية زيادة الأعداد عن الطاقة الاستيعابية للحرمين الشريفين، وبالتالي التدخل لتنظيم القدوم إلى العمرة، وهي مسألة لا بد منها، وأرى أن يتم ذلك في المستقبل القريب، بما يعود بالنفع أولاً على المعتمرين، من خلال تهيئة الأجواء الإيمانية لهم لكي يؤدوا الشعائر في طمأنينة وسكينة، بعيداً عن الازدحام أو الضغط على المرافق والخدمات في أوقات محددة تشهد توافد عدد كبير من معتمري الداخل.
* رئيس تحرير مجلة الحج والعمرة
والتخطيط السليم لتقديم أية خدمة يرتكز على دراسات معمقة مسنودة بإحصاءات فعلية ودقيقة، تتبعها عمليات المعايرة والتحليل لتستكشف الراهن وتستعد للمستقبل، وبغير هذه الخطوة لا يمكن وضع خطة مناسبة تفي بالاحتياجات الضرورية.
ونحمد الله تعالى أن في بلادنا جهة تتمتع بالكفاءة اللازمة والمهنية العالية التي تطمئن من يتخذ القرار ويسهم في وضع الخطط استناداً إلى مخرجاتها؛ وهذه الجهة هي الهيئة العامة للإحصاء، التي تستعين مختلف الجهات بإحصاءاتها الدقيقة من أجل وضع الخطط اللازمة لتسيير الأعمال.
وعلى سبيل المثال، جهود هيئة الإحصاء في ما يخص أنشطة الحج والعمرة ملموسة وواضحة، إذ تقوم بجهد متميز خلال مواسم الحج، ومن ذلك إجراؤها العام الماضي 1439هـ، مسحا ميدانيا في معابر الدخول لمكة والمشاعر المقدسة، نفذه نحو 500 باحث إحصائي واصلوا العمل على مدار الساعة، ليرصدوا حركة ضيوف الرحمن البالغ عددهم 2.371.675 حاجاً بينهم 612.953 من الداخل.
كما أن لهيئة الإحصاء حضورها في مجال العمرة، مثل المسح الذي تجريه لبيان أعداد المعتمرين سنوياً، والذي يحقق فوائد عدة؛ أهمها توفير قاعدة بيانات إحصائية دقيقة تساعد على تأمين احتياجات النشاط، خصوصا أن العمرة أصبحت من أهم عناصر تدفق الموارد المالية وعاملاً مهما من عوامل التنمية الاقتصادية الحقيقية، خصوصا أن الهيئة العامة للإحصاء لديها الموافقة لإجراء مثل هذه المهمة بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 211 وتاريخ 13/1/1437هـ، والذي منحها الصلاحية لإجراء العمليات الإحصائية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسكانية عن المملكة ونشرها بصفة دورية.
ولا شك أن عمرة الخارج وعمرة الداخل توأمان لا ينفصلان من حيث طبيعة النسك وحجم الضغط والكثافة البشرية على ساحات وأروقة الحرمين الشريفين، كما أن الوصول إلى مكة والمدينة المتسم بالسهولة والسلاسة الحركية عبر الطرق البرية والجوية والبحرية يتطلب بالطبع استعدادات وخدمات متواصلة من كل الجهات سواء كانت حكومية أو أهلية، وأتمنى أن يرصد وبدقة أعداد المعتمرين بنفس الآلية المتبعة في مواسم الحج، بل أزيد على ذلك أن يتم تعميم نتائج الرصد الميداني بشكل شهري، لمواجهة النمو المطرد في أعداد معتمري الداخل، لا سيما أن الحركة الكثيفة للمعتمرين من داخل المملكة نتيجة معطيات عدة من بينها توافر وسائل النقل والإجازات المدرسية، تنبئ عن أن العدد ربما يتجاوز بنهاية هذا العام 20 مليون معتمر، وهذا الرقم يتطلب متابعة ومراجعة دائمة لجميع الاستعدادات من مختلف الجهات العاملة في خدمة المعتمرين، فضلاً عن المساعدة في وضع رؤية شاملة لموسم العمرة على مدار العام وفي أوقات الذروة مثل شهر رمضان وللعلم فقط فإن مسح هيئة الإحصاء خلال عام 2017م أوضح أن إجمالي عدد المعـتمرين بلغ 19.079.306، منهم 12.547.232 من داخل المملكة من السعوديين وغير السعوديين؛ أي أن ما يزيد على ثلث السكان أدى العمرة في ذلك العام.
وعندما أتحدث عن المسح الميداني الدقيق، لا أعني معرفة أعداد المعتمرين من داخل المملكة فقط، ولكن المطلوب أيضاً معرفة فئاتهم وشرائحهم الاقتصادية والاجتماعية وميولهم في ما يتعلق بوسائل النقل المفضلة ونوعية السكن والتغذية وغير ذلك من التفاصيل، سواء كان في مكة المكرمة أو المدينة المنورة.
ومن شأن المسح الدقيق أيضاً أن يشكل تنبيهاً مبكراً لاحتمالية زيادة الأعداد عن الطاقة الاستيعابية للحرمين الشريفين، وبالتالي التدخل لتنظيم القدوم إلى العمرة، وهي مسألة لا بد منها، وأرى أن يتم ذلك في المستقبل القريب، بما يعود بالنفع أولاً على المعتمرين، من خلال تهيئة الأجواء الإيمانية لهم لكي يؤدوا الشعائر في طمأنينة وسكينة، بعيداً عن الازدحام أو الضغط على المرافق والخدمات في أوقات محددة تشهد توافد عدد كبير من معتمري الداخل.
* رئيس تحرير مجلة الحج والعمرة