الصحفي1
الصحفي1
-A +A
د. عادل الصحفي Adel.sahafi@gmail.com
فعلاً «موسم جدة» هذا العام غير، شعر الجميع بالتطور الكبير الذي تشهده صناعة السياحة والترفيه في جدة، وزاد الإشغال في الوحدات المفروشة في العروس عن 80% خلال أيام العيد ومع موسم الصيف، في تطور يكشف الجهد الكبير الذي تقدمه هيئة الترفيه، التي جلبت النجوم العرب في المسرح والغناء للمشاركة في رسم ابتسامة صافية على وجوه ضيوف جدة، بالتوازي مع العمل الكبير الذي تقوم به الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.

يمثل قطاع السياحة رافداً قوياً من روافد الاقتصاد الوطني، وتولي حكومتنا اهتماماً كبيراً لقطاعي السياحة والترفيه، بعد أن بات واضحاً أن هناك دولاً عالمية تعتمد في اقتصادياتها على قطاع السياحة التي تشكل صناعة متكاملة الخدمات والدخل الوطني.


شاهدنا الإبهار الذي رسمه موسم جدة بواجهاته الخمس: «الواجهة البحرية، ملعب الجوهرة، الحمراء، أبحر، جدة التاريخية» ولاحظنا الفارق بين فعاليات هذا العام وما كان يحدث في السنوات السابقة، فأيقنا أننا بالفعل على برنامج التحول الوطني، وتحولت رؤيتنا المباركة من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ والتطبيق العملي.. كما أكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في حواره الأخير، أكد أن حكومتنا الرشيدة على الطموح السعودي الكبير في مجال السياحة والترفيه، ولم يؤثر أي تجاوز حصل بعيداً عن أعين هيئة الترفيه في حجم العمل الكبير، أو التطور الرائع الذي لا تنكره العيون، بعد أن تحولت العروس إلى واجهة العائلات والأسر السعودية من جميع مناطق المملكة، وعدد من الأسر الخليجية، وقلَّت نسبة السفر إلى الخارج بشكل لافت.

أكدنا مراراً أن صناعة الترفيه في السعودية تعني إطلاق المزيد من الفعاليات وضخ الملايين لشراء أجهزة وألعاب ترسم الابتسامة على وجوه أطفالنا وتبقي كبارنا في أماكن مكيفة يترقبون أطفالهم وعلامات السعادة تعلو وجوههم.. وهي الأخطاء الشائعة التي نقع فيها دائماً حين نتناول هذا الملف أو نتحدث عنه.

خسرنا بسبب هذه النظرة أكثر من أربعة ملايين سعودي يبحثون عن السفر بداية كل صيف، وظل الكثيرون من هؤلاء يضيعون الساعات خلال وقت عملهم اليومي يبحثون عن أرخص الحجوزات وأفضل عروض السياحة في دبي وشرم الشيخ وكوالالمبور.

برهن رئيس هيئة الترفيه المستشار تركي آل الشيخ على أن هذه الصناعة أعمق من ذلك، وينبغي أن تركز على الكبار قبل الصغار، وعلى السياحة العائلية الجذابة والمشوقة التي تتماشى مع عاداتنا وتقاليدنا ولا تخالف ديننا الإسلامي الحنيف، لذا جاء العمل شاقاً وجاداً.

ظهرت بوادر رؤية شاملة وخطوات عملية، وبدأ الكثيرون في إنشاء شركة استثمارية ضخمة برأسمال لا يقل عن ملياري ريال بهدف مواكبة التطلعات الجديدة في عالم الترفيه، في ظل آمال كبيرة بأن يتجاوز الاستثمار في هذا القطاع سنوياً أكثر من عشرة مليارات ريال، وأتصور أننا بدأنا بالفعل نسير في الطريق الصحيح.