تشكل مواسم الإجازات هاجساً يؤرق الكثير من الأفراد والأسر، نتيجة تزايد أوقات الفراغ فيها، والظواهر المشاهدة من تأخر ساعات النوم والإقبال على المقاهي والمطاعم وارتياد الأسواق التجارية بلا مبرر أحياناً، ومتابعة القنوات الفضائية والمبالغة في استخدام الإلكترونيات بأنواعها ما هي إلا دلالات على ذلك، وكما نعلم فإن وقت الفراغ يعد أهم الموارد غير المادية التي ينبغي على الفرد استغلالها واستثمارها بالشكل الصحيح، ولأن المقام لا يتسع للتركيز على أهمية وقت الفراغ وأثره في حياة الأفراد والمجتمعات فإن التركيز هنا سيكون على المسؤول عن إدارة الفراغ وتنظيمه. مما لا شك فيه أن الأفراد أنفسهم مسؤولون عن إدارة أوقات فراغهم واستثمارها، ولكن في الوقت ذاته تلعب البيئة -وأعني بالبيئة هنا المراكز والمؤسسات المجتمعية- دوراً هاماً في مساعدة الأفراد في استثمار أوقات فراغهم وتنظيمها، ونسوق هذا الطرح لأننا نعلم أن مؤسسات مجتمعنا السعودي ما زالت ضعيفة في تقديم برامج وأنشطة متنوعة لكل الأفراد وكافة الطبقات الاجتماعية والشواهد على ذلك كثيرة، فكم من أسرة لم تجد لأبنائها متنفساً خلال موسم الصيف لتتجه بعد ذلك إلى الخارج لتعليمهم اللغة الإنجليزية أو مشاركتهم في المخيمات والبرامج الصيفية المعدة هناك، وكم من موهوب يمتلك موهبة ولكن غلاء الأسعار وضعف جودة البرامج اغتالت موهبته في مهدها، ولا نندهش أيضاً أن نجد مسناً يشكي وقت فراغه وطول ساعاته لأنه لم يجد مكاناً مناسباً يجمعه بأقرانه ويؤنس وحدته فيصبح أسير الهواجس والآلام.
ولأننا بصدد رؤية تحول وطني مهمة ينبغي على مؤسسات المجتمع ومنظماته الالتفات بجدية أكبر لاستقطاب أفراد الأسرة والمجتمع لخدمة هذه الرؤية وتعزيزها من خلال تقديم مجموعة واسعة ومتنوعة من البرامج والأنشطة الهادفة والمنظمة برسوم رمزية لكافة المراحل وخاصة مرحلة الشباب التي يحتل أفرادها قمة الهرم السكاني للمملكة العربية السعودية. وخلاصة القول، إن الهدر في هذا المورد الثمين ما هو إلا ضياع للمستقبل، لاسيما أن الاستثمار السليم لأوقات الفراغ يعتبر عجلة الحضارة في البلدان المتقدمة التي أولت جل عنايتها بالفراغ من خلال إتاحة تخصصات تعنى بالفراغ ودراساته وتطبيق أفضل المعايير في البرامج والأنشطة المقدمة.
* محاضر في جامعة الطائف
ولأننا بصدد رؤية تحول وطني مهمة ينبغي على مؤسسات المجتمع ومنظماته الالتفات بجدية أكبر لاستقطاب أفراد الأسرة والمجتمع لخدمة هذه الرؤية وتعزيزها من خلال تقديم مجموعة واسعة ومتنوعة من البرامج والأنشطة الهادفة والمنظمة برسوم رمزية لكافة المراحل وخاصة مرحلة الشباب التي يحتل أفرادها قمة الهرم السكاني للمملكة العربية السعودية. وخلاصة القول، إن الهدر في هذا المورد الثمين ما هو إلا ضياع للمستقبل، لاسيما أن الاستثمار السليم لأوقات الفراغ يعتبر عجلة الحضارة في البلدان المتقدمة التي أولت جل عنايتها بالفراغ من خلال إتاحة تخصصات تعنى بالفراغ ودراساته وتطبيق أفضل المعايير في البرامج والأنشطة المقدمة.
* محاضر في جامعة الطائف