سلامة الغذاء.. مسؤولية مشتركة
د. راشد بن عبدالرحمن العرفج* ralarfaj@
لأول مرة هذا العام، احتفل العالم في السابع من يونيو 2019 باليوم العالمي لسلامة الأغذية تحت عنوان «سلامة الأغذية.. مسؤولية الجميع»، الذي تم اعتماده من قبل الأمم المتحدة.
يهدف الاحتفال بهذا اليوم لزيادة الوعي لدى الجميع بأهمية سلامة الغذاء واستعراض الإنجازات الدولية والإقليمية بالإضافة لمناقشة الفرص والتحديات في ضوء الابتكارات والاكتشافات العلمية الحديثة.
ووفقاً لتعريف منظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن سلامة الأغذية تعرف بأنها: «جميع الظروف والمعايير الضرورية خلال عمليات إنتاج وتصنيع وتوزيع وإعداد وتخضير وتناول الغذاء، اللازمة لضمان أن يكون الغذاء آمناً ومعلوم المصدر وصحياً وملائماً للاستهلاك الآدمي». تسعى المنظمات الدولية والجهات الرقابية لضمان سلامة الأغذية وتحسين صحة الفرد والمجتمع.
لم يعد مفهوم سلامة الأغذية يهتم بمضافات الأغذية وبقايا المبيدات، بل امتد ليشمل الإشعاع، التقنية الحيوية (الأغذية المعدلة وراثياً)، بقايا الأدوية البيطرية، ومواد التعبئة والتغليف. بل أصبح الاهتمام الآن بالأغذية الصحية وهي مرحلة متقدمة تتجاوز السلامة.
وبالرغم من الجهود الحثيثة والتقدم الملموس في هذا المجال إلا أنه ما زال هناك حاجة لمزيد من الجهد على المستوى الدولي والإقليمي لرفع مستوى سلامة الأغذية وبشكل خاص مع تطور مفهوم سلامة الأغذية وتزايد الوعي لدى المستهلك. إن تأثير الأمراض المنقولة بالغذاء يشكل تحدياً حقيقياً وعبئا اقتصادياً على الدول، إذ إنها تؤدي إلى إصابة حوالى 600 مليون نسمة وتتسبب بوفاة 420 ألف حالة سنوياً حول العالم لأسباب تتعلق بسلامة الغذاء (التلوث بالبكتيريا أو الفايروسات أو الطفيليات أو المواد الكيميائية). ينعكس هذا على العبء المرضي والاقتصادي في خسارة تبلغ 95 مليار دولار في السنة الواحدة في الدول النامية (المنخفضة والمتوسطة الدخل). تهدف أنظمة سلامة الأغذية إلى ضمان سلامة ومأمونية الأغذية وصحة المستهلك من خلال الالتزام بالتشريعات والإرشادات التي تصدرها هيئة دستور الأغذية (Codex Alimentarius) أو الهيئات الإقليمية والوطنية. إن هذه الأنظمة في تطور مستمر وهذا يشكل تحدياً للجهات الرقابية حيث تعتمد أنظمة سلامة الأغذية التقليدية على المنهج العلاجي، بينما تعتمد الأنظمة الحديثة على المنهج الوقائي القائم على الرأي العلمي -منهج تحليل المخاطر- التي تعتمد على مبدأ اتخاذ القرار من قبل مديري المخاطر بناء على الرأي العلمي المقدم من قبل مقيّمي المخاطر، مما يعزز سلامة وصحة المستهلك. ومن ناحية أخرى، فإن المستهلك يلعب دوراً هاماً في الحفاظ على السلامة الغذائية، حيث إن وعي المستهلك واتخاذه قرارات صحية وآمنة تعزز من رفع مستوى الأنظمة الرقابية واستدامتها. إلا أن المستهلك بحاجة للوصول إلى المعلومات الصحيحة والموثوقة وفي الوقت المناسب حول منافع ومخاطر الأغذية وهذا هو المنهج الحديث في التواصل مع المستهلك. ختاماً، أنوه بقرار اللجنة الوزارية الخليجية لسلامة الأغذية في اجتماعها الأخير في مسقط (فبراير 2019) بتعديل موعد الاحتفال باليوم الخليجي لسلامة الأغذية والذي يتم الاحتفال به سنوياً في 15 أبريل من كل عام وذلك من العام القادم (2020م) ليتوافق مع اليوم العالمي لسلامة الأغذية توحيداً للجهود الدولية والإقليمية وتحقيق الهدف المنشود من الاحتفال بتلك الأيام وهو ما يعد مؤشراً على معايير السلامة الغذائية في منطقة تواكب الممارسات الدولية في هذا المجال الحيوي.
* دكتوراه في تكنولوجيا وعلوم الأغذية
د. راشد بن عبدالرحمن العرفج* ralarfaj@
لأول مرة هذا العام، احتفل العالم في السابع من يونيو 2019 باليوم العالمي لسلامة الأغذية تحت عنوان «سلامة الأغذية.. مسؤولية الجميع»، الذي تم اعتماده من قبل الأمم المتحدة.
يهدف الاحتفال بهذا اليوم لزيادة الوعي لدى الجميع بأهمية سلامة الغذاء واستعراض الإنجازات الدولية والإقليمية بالإضافة لمناقشة الفرص والتحديات في ضوء الابتكارات والاكتشافات العلمية الحديثة.
ووفقاً لتعريف منظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن سلامة الأغذية تعرف بأنها: «جميع الظروف والمعايير الضرورية خلال عمليات إنتاج وتصنيع وتوزيع وإعداد وتخضير وتناول الغذاء، اللازمة لضمان أن يكون الغذاء آمناً ومعلوم المصدر وصحياً وملائماً للاستهلاك الآدمي». تسعى المنظمات الدولية والجهات الرقابية لضمان سلامة الأغذية وتحسين صحة الفرد والمجتمع.
لم يعد مفهوم سلامة الأغذية يهتم بمضافات الأغذية وبقايا المبيدات، بل امتد ليشمل الإشعاع، التقنية الحيوية (الأغذية المعدلة وراثياً)، بقايا الأدوية البيطرية، ومواد التعبئة والتغليف. بل أصبح الاهتمام الآن بالأغذية الصحية وهي مرحلة متقدمة تتجاوز السلامة.
وبالرغم من الجهود الحثيثة والتقدم الملموس في هذا المجال إلا أنه ما زال هناك حاجة لمزيد من الجهد على المستوى الدولي والإقليمي لرفع مستوى سلامة الأغذية وبشكل خاص مع تطور مفهوم سلامة الأغذية وتزايد الوعي لدى المستهلك. إن تأثير الأمراض المنقولة بالغذاء يشكل تحدياً حقيقياً وعبئا اقتصادياً على الدول، إذ إنها تؤدي إلى إصابة حوالى 600 مليون نسمة وتتسبب بوفاة 420 ألف حالة سنوياً حول العالم لأسباب تتعلق بسلامة الغذاء (التلوث بالبكتيريا أو الفايروسات أو الطفيليات أو المواد الكيميائية). ينعكس هذا على العبء المرضي والاقتصادي في خسارة تبلغ 95 مليار دولار في السنة الواحدة في الدول النامية (المنخفضة والمتوسطة الدخل). تهدف أنظمة سلامة الأغذية إلى ضمان سلامة ومأمونية الأغذية وصحة المستهلك من خلال الالتزام بالتشريعات والإرشادات التي تصدرها هيئة دستور الأغذية (Codex Alimentarius) أو الهيئات الإقليمية والوطنية. إن هذه الأنظمة في تطور مستمر وهذا يشكل تحدياً للجهات الرقابية حيث تعتمد أنظمة سلامة الأغذية التقليدية على المنهج العلاجي، بينما تعتمد الأنظمة الحديثة على المنهج الوقائي القائم على الرأي العلمي -منهج تحليل المخاطر- التي تعتمد على مبدأ اتخاذ القرار من قبل مديري المخاطر بناء على الرأي العلمي المقدم من قبل مقيّمي المخاطر، مما يعزز سلامة وصحة المستهلك. ومن ناحية أخرى، فإن المستهلك يلعب دوراً هاماً في الحفاظ على السلامة الغذائية، حيث إن وعي المستهلك واتخاذه قرارات صحية وآمنة تعزز من رفع مستوى الأنظمة الرقابية واستدامتها. إلا أن المستهلك بحاجة للوصول إلى المعلومات الصحيحة والموثوقة وفي الوقت المناسب حول منافع ومخاطر الأغذية وهذا هو المنهج الحديث في التواصل مع المستهلك. ختاماً، أنوه بقرار اللجنة الوزارية الخليجية لسلامة الأغذية في اجتماعها الأخير في مسقط (فبراير 2019) بتعديل موعد الاحتفال باليوم الخليجي لسلامة الأغذية والذي يتم الاحتفال به سنوياً في 15 أبريل من كل عام وذلك من العام القادم (2020م) ليتوافق مع اليوم العالمي لسلامة الأغذية توحيداً للجهود الدولية والإقليمية وتحقيق الهدف المنشود من الاحتفال بتلك الأيام وهو ما يعد مؤشراً على معايير السلامة الغذائية في منطقة تواكب الممارسات الدولية في هذا المجال الحيوي.
* دكتوراه في تكنولوجيا وعلوم الأغذية