1293502_41
1293502_41
-A +A
عبدالله الصقير
كم كان حزننا كبيرا على وفاة الرجل الخلوق صاحب المجلس المفتوح في محافظة العُلا الملكية من الجهة الجنوبية، الصديق الغالي العميد عبدالعزيز بن عبدالله أبو سميح القحطاني؛ مدير إدارة الدفاع المدني بالمحافظة السابق عضو مجلس منطقة المدينة المنورة وعضو المجلس التنسيقي للهيئة الملكية لمحافظة العُلا، رحمه الله رحمة واسعة.

رحيل «أبو سلطان» لم يكن صدمة على أسرته فحسب، بل كان صدمة كبيرة على منطقة المدينة المنورة بشكل عام، ومحافظة العُلا بشكل خاص، خصوصا أنه من الأشخاص القلائل القريبين من المجتمع، ناهيك عن تواضعه وأخلاقه العالية، ومجلسه المفتوح للجميع، وبصماته في إصلاح ذات البين، وتميزه بالكرم، والتواضع، والسماحة، والابتسامة، والعطف، وغيرها من الصفات التي لا تتسع عجالة لسردها.


عرفته مذ أن كنت على مقاعد الدراسة، كان وقتها مسؤولا عن جهاز الدفاع المدني بمحافظة العُلا، وكان شقيقاه الأصغران (علي، والعميد ناصر) زميلي دراسة، كنا وقتها نجتمع سوياً مع الزملاء والأصدقاء لمذاكرة دروسنا ومراجعتها سوياً، وكانت والدتهم الخالة «عربية» -رحمها الله- تُحضر لنا أكواب لبن الماعز، ومنذ تلك السنين زادت العلاقة حبا وتقديرا.

كنت ألتقي بـ«أبي سلطان» في مجلسه عند زيارتي للعُلا، وكنت أسمع منه قوله «رحم الله والدك وأعمامك، راحوا الشِيبان الله يرحمهم جميعا، والبركة فيكم أنتم».

وقبل وفاته بنحو 48 ساعة كنا سويا في مناسبة خاصة في «مجلس البدنة» بمأدبة عشاء أقامها شيخ عشيرة البدنة من قبيلة حرب الشيخ خالد بن حمد المورعي لضيوف وزوار العُلا، وكان «أبو سلطان» ضمن الحاضرين وألقى كلمة ترحيبية بالضيوف، وكان بكامل قواه ونشاطه وابتسامته المعهودة ولا يشتكي من أي أعراض، وفي اليوم التالي شهد وجبة غداء لأولئك الضيوف، واليوم الذي يليه اختاره الله ليكون بجواره، فشيعته جموع غفيرة في مقدمتهم محافظ العلا المكلف وأعيان ومسؤولو المحافظة في مقابر العِريقْ.

إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا أبا سلطان لمحزونون، (‏ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين).